الاثنين، 30 نوفمبر 2015

هل فهمنا القضاء والقدر؟



القضاء والقدر خيره وشره
الخير يأتي عندما تفهم وتطبق بشكل صحيح هذا الركن ¸ والشر يأتي عندما لا تفهم هذا الركن وعندما تطبقه بصورة خاطئة.
 القضاء والقدر خيره وشره ركن من اركان الايمان لم يفهمه الكثير من البشر ولم يقدروه حق قدره ولم يستفيدوا منه في توليد القوة والطاقة وبناء الذات البشرية العظيمة وفق مبدأ التوحيد لا اله الا الله.
ان الله تعالى جل جلاله عندما يتحدث عن القضاء والقدر في القرآن العظيم انما الله يخبرنا بان كل شيء   في هذا الكون ومجرياته واحداثه وموجوداته يخضع للمبادئ والقوانين ولا يوجد شيء خارج هذا المبدأ سواء عرف ذلك البشر ام لم يعرفوا آمنوا أم لم يأمنوا.
القضاء هو مبادئ واحكام الله الثابتة التي لا تتغير لا بتغير الزمان ولا بتغير المكان ولا تحتاج الى برهان ونتائجها حتمية بالخير عندما تطبق بطريقة صحيحة كما ان عواقبها حتمية باتجاه الشر عندما لا تطبق بصورة صحيحة.
المبادئ لم توجد بفعل البشر او نتيجة تفكيرهم فهي قائمة بذاتها بفعل الخالق الذات الالهية ولا تتعين هذه المبادئ بفعل صفات من ينتمون اليها. بل تبقى مستقلة وثابتة وراسخة لا تتغير حتى عندما يتبدل البشر. وهي مفاتيح كل حياة عظيمة.
اما القدر فهو يمثل قوانين الله في الكون التي تتغير وتتبدل بحسب الشروط والظروف والاحوال والزمان والمكان فهي متجددة ومتلائمة مع طبيعة الحياة والمكتشفات واحتياجات البشر. والقدر مكتوب باحتمالات كثيرة.
ان جهل الانسان المستمر والمتواصل لعمل هذا الركن في الحياة قد عطل الكثير من الامكانات والقدرات وادى الى سوء الاحوال وتخريب العلاقات وانتشار الصراعات وتراجع النتائج والانجازات وضياع المستقبل وتشتيت الجهود والامكانيات وعدم التركيز على الاولويات.  فعندما تقوم بعمل ما وتفشل او تلحق بك مصيبة ما فإنك في أحسن الاحوال تقول هذا قضاء الله وقدره والتلفظ بهذه العبارة من حيث المبدأ هو صحيح مئة بالمئة لأنه فعلياً تعبير عن أنك لم تعرف لماذا حدث هذا؟ {لم تعرف المبدأ اي القضاء} وكيف حدث هذا؟ { لم تعرف القانون أي القدر}. فردك ذلك الى القضاء والقدر هو تعبير صحيح عن حالة جهلك بالمبادئ التي تمثل قضاء الله وعن حالة جهلك بقوانين الله التي تمثل قدر الله. بالطبع هذا الرد قد يكون ضمنيا بدون تصريح او يكون مصرح به وفي كل الاحوال هذا الرد يعفيك من البحث والفهم لماذا حدث؟ وكيف حدث؟ كما يعفيك من تحمل المسؤولية لان ما حدث قد يكون بسببك وانت لا ترغب ان تعترف بذلك !!!
عندما نفهم القضاء بمبادئ الله واحكامه المطلقة التي صدرت عنه وهي نافذة بنتائجها الحتمية ان خير عندما تطبق او شر عندما لا تطبق، وهذه المبادئ هي التي تتحكم بالقوانين وتطبيقاتها ان خيرا او شرا بحسب من يطبقها ويستخدمها , كما ان المبادئ هي التي تتحكم وتوجه السلوك البشري وفق القوانين النفسية اما خيرا او شرا وهي مرتبطة بالإنسان وعلاقاته مع الله ومع الكون ومع الانسان الاخر ومع كل الكائنات والموجودات في هذه الحياة.

ركن القضاء والقدر فهمه بطريقة صحيحة تدفع الانسان الى امتلاك القوة والقدرات وبناء الذات الانسانية وتحسين نوعية الحياة وبناء المستقبل الافضل والمساهمة الفعالة في خلق نتائج عظيمة ترفع من قيمة الانسان نحو حياة كريمة. فهل من يفهم ذلك؟

الخميس، 19 نوفمبر 2015

ليتنا تغيرنا سابقاً






هل ترغب الاستمرار بالعيش في عالم قاسٍ ومؤلم؟
هذا العالم الذي نعيش به قد ساهمنا جميعاً في صناعته فإذا كان هذا العالم قاسٍ ومؤلم ومتطرف فنحن قد جعلناه كذلك بمواقفنا وأفكارنا واتجاهاتنا سواء أدركنا ذلك أم لم ندرك. 
. نحن جميعاً نتحمل المسؤولية .
لو أننا قد غيرنا أنفسنا مبكراً لأمكننا تغيير هذا العالم فهل نفعلها الان ؟
بإمكاننا الآن ان نقوم بتغيير أنفسنا نحو الافضل باتخاذ خطوة نحو الامام تبدأ بتغيير مفرداتنا المنطوقة ولغة أجسادنا وأساليبنا في التواصل والبدء بشكل جدي بإعادة النظر بطريقة تفكيرنا وشعورنا تجاه بعضنا البعض وتجاه الحياة والعمل من أجل خلق عالم تسوده الرحمة والتعاطف، انما يرحم الله من عباده الرحماء .
أيمن قتلان


الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

بناء الافعال النافعة والصالحة




هل نمتلك وعي؟
لماذا نحن بحاجة الى وعي؟
ما لذي يجعلنا نتصرف بهذه الطريقة دون سواها؟
كيف نستطيع ان نفهم الخيار الأفضل لحياتنا؟
ماهي سمة الأفعال حتى تكون نافعة وصالحة؟
يوجد ارتباط وثيق بين الحياة والوعي والاختيار الذي يحدد أفعالنا حيث يعتمد بقاء الانسان على قيد الحياة على ايجاد ودمج مصادر للطاقة المانحة للقوة والحياة وعلى منع جميع أنواع الحالات التي تهدد الانسجة الحية والتي تؤدي الى موتها. فالطاقة مطلوبة لتجديد بنية الكائن الحي وهذه يمكن الحصول عليها من خلال الأطعمة والاشربة والأنظمة الغذائية المتوازنة وهذا مطلب أساسي للبقاء انما ليس كافٍ لوحده بل نحتاج ان يرافق ذلك الأفعال المناسبة التي تضمن بقائنا وتقدمنا وهذه الأفعال حتى تكون نافذة ومحققة لما نريده يجب ان تكون مصنوعة من الوعي الجيد.
يمكن صياغة ذلك بمعادلة:
الحياة الجيدة= معنى وقيمة عظيمة + طاقة حيوية + أفعال نافعة وصالحة.

الافعال النافعة والصالحة= وعي الحالة النفسية الداخلية +وعي التمثيلات الذهنية الجيدة.
وفي ابسط تعريف للوعي يمكن ان نقول هو إدراك الكائن الحي لذاته والبيئة التي يعيش بها.
الوعي هو الوظيفة البيولوجية الحاسمة التي تتيح للكائن ان يعرف الفرح والسعادة وان يعرف الحزن والبؤس أو يعرف الخير من الشر أو الفخر والاعتزاز من الذلة والوضاعة .....ألخ.
الوعي هو من يمنحك الطاقة الإيجابية أو الطاقة السلبية بحسب تكوينه من قبل صاحبه.
الوعي يمثل معرفة الذات والاحساس بالذات وتقديرها وكيفية السيطرة على الذات وآلية ضبطها وتوجيه أفعالها.
الوعي يتألف من بناء المعرفة حول حقيقتين:
1 – ان الكائن الحي مشترك بالارتباط بشيء ما.
2 – ان الشيء في هذا الارتباط يسبب تغيراً في الكائن الحي.
الوعي جهاز متكامل يؤدي وظائف مختلفة مترابطة مع بعضها البعض، وبمقدار إدراك الانسان لهذا الوعي فأنه يبدأ بإدارة حياته إدارة منظمة وهادفة تتبلور في افعاله النهائية فاذا كان الوعي جيد تكون الأفعال جيدة والافعال الجيدة هي التي تشكل أساس البقاء واستمرارية الحياة البناءة.
وحتى نحصل على أفعال جيدة فإننا نحتاج الى تكوين حالة نفسية داخلية جيدة والى تمثيلات ذهنية جيدة. يمكن صياغة ذلك بمعادلة:
الأفعال الجيدة = حالة داخلية جيدة + تمثيلات ذهنية جيدة
 1- كيف يحصل الانسان على حالة داخلية جيدة؟ (الحالة النفسية)
الحالة الداخلية تمثل مجموع الملايين من العمليات العصبية التي تحدث في كل لحظة اثناء معايشتنا لخبرة أو تجربة حياتية ما.
الحالة الداخلية تتكون من الطريقة التي نستخدم فيها فيزيولوجيتنا والمرتبطة بالغذاء والتنفس والوقفة وطريقة الجلوس والمشي وانحناء اكتافنا وتعابير وجهنا.
والحالة الداخلية مرتبطة أيضاً بالطريقة التي نفسر بها احداث الحياة وهذا يمثل توجهنا العام وآرائنا حول ما يحدث والى الحوار الداخلي الذي نقوله لأنفسنا حول الموقف الراهن وعلى سبيل المثال:
كيف ستتعامل مع شريك حياتك أو محبوبك أو صديقك عندما يغيب عن لقائك او يقدم أعذار بصورة مستمرة غير مقنعة.
ان طريقة تعاملك مع هذا الموقف مرتبط بحالتك النفسية في تلك اللحظة وحالتك النفسية مرتبطة بما تقوله لنفسك حول شريكك وتحليلاتك للموقف وهذه كلها إجراءات تقوم بها داخلياً في رأسك فاذا كانت تلك الإجراءات متسمة بالشك والظن والحقد والغيرة والتذمر فلا شك بان افعالك ستتسم بالانفعالية والشجار والقسوة. وعلى العكس إذا كان ما تقوله لنفسك ايجابياً حول شريكك وتحليلاتك تتسم بالموضوعية واليقين والحب والخوف على من تحب فمما لا شك فيه بأن تلك إجراءات ذهنية قد قمت بها ستؤدي الى سلوك مختلف وافعال مختلفة يمكن وصفها بالإيجابية.  
ان فهم الانسان لألية حدوث الحالة النفسية الداخلية لديه نطلق عليه وعي.
2-كيف يحصل الانسان على تمثيلات ذهنية جيدة؟
 التمثيلات الذهنية هي مجموعة الصور البصرية والكلامية والذوقية والشمية والحسية التي ننشئها داخليا حول تجربة ما وهذه الصور تمثل خيارات وسيناريوهات متعددة ونحن نختار عادة بطريقة لا واعية مع ما يتناسب وتجاربنا السابقة وتراثنا ومعتقداتنا وافكارنا وعاداتنا وذكرياتنا وبرامجنا العقلية وما نهتم به أكثر من غيره وهذه التصورات هي ستتيح لنا ابتكار أفعال  تتناسب مع هذه الصور وبالعودة الى مثالنا السابق فمن الممكن ان تنشأ صور في الذهن تصور شريكك ذهنياً في علاقة مع شخص ما وتبدأ بخيالك بناء تلك الصور السيئة  حسب خبرتك وعاداتك السابقة والمعتقدات التي تعيش بها وبالنتيجة سيتكون لديك فعل يتناسب مع تلك الصور التي أنشأتها ذهنياً فعندما يحضر شريكك سوف تتصرف بعنف واتهام وغضب وانفعال عالي جداً.
إن فهم الانسان للكيفية التي تنشأ بها الصور ونوعيتها تلعب دوراً كبيراً في الأفعال. وهذا أيضاً نسميه وعي.
إذاً نلاحظ بان الطاقة والحالة النفسية الداخلية والتمثيلات الذهنية الجيدة هي التي تنتج أفعال نافعة وصالحة تحافظ على حياتنا وحياة الاخرين جيدة وعلى الأساس المتين لاستمرار بقائنا ايضاً بحالة جيدة وان من يفعل ذلك كله هو جهاز الوعي لدينا والذي يجب ان نكون مدركين لآلية عمله حتى نضمن إدارة منظمة لحياتنا التي يجب أن نعيشها بأفضل ما يكون. 
د.أيمن قتلان    





الخميس، 5 نوفمبر 2015

بناء حياتك الجيدة بين يديك

تدريب دماغك: استخدم هذه الأداة لزيادة الازدهار في الحياة والعمل





كيف يمكنك تهدئة التوتر، وتعزيز التفاؤل ورفع الدافعية والتحفيز الداخلي، وإحراز تقدم نحو تحقيق أهدافك  التي تمنحك حقا  الازدهار والتفوق في الحياة والعمل؟
حاول استخدام استراتيجية التصور وركز على أستراتيجية التصور
   تبين أحدث الدراسات أن تأثير التصورات والصور العقلية الجيدة والاهتمام والتخطيط والتذكر الذي ينشط الذاكرة هي بمثابة تدريبات هامة جداً للدماغ، وهذه التدريبات المنظمة تساعد على زيادة الدافع، وزيادة الثقة وتحسين الأداء.
 أدمغتنا لا تستطيع التمييز بين الصور التي تحدث في الواقع وبين تلك التي تنشأ بفعل التصور الداخلي، فمناطق الدماغ تتحفز عمليا من صور الواقع الحقيقية وكذلك من الصور التي ينشئها الانسان من خلال عملية ذهنية بحتة، فالتصور الذهني يؤدي نفس الوظيفة التي تؤديها الصور الحقيقية على مناطق الدماغ وهذه نعمة كبيرة من الله جل جلاله للإنسان وأداة عظيمة لتعزيز التفاؤل والثقة بالنفس ورفع الدافع وزيادة التحفيز الداخلي وهذه كلها عوامل هامة تميز الانسان صاحب الأداء الأفضل في الحياة والعمل عن صاحب الأداء العادي والضعيف.   
كيف يمكنك الاستفادة من هذه الأداة لتدريب الدماغ لتزدهر في الحياة والعمل؟ 
استراتيجية التصور تقوم على ثلاث خطوات:
1 -التصور الاولي من خلال الاسترخاء والشعور بالراحة: 
هذا التصور لتهدئة التوتر وتحقيق الاسترخاء.تنفس بعمق وبهدوء في مكان بعيد عن الضوضاء.
  • أغمض عينيك وتخيل أنك في المكان المفضل لديك، أو تخيل نفسك تفعل الشيء المفضل لديكحاول ان تتصور كل شيء الروائح والأصوات والأحاسيس عن طريق اللمس وعش الحالة وكأنها تحدث فعلياً.
 2 -تصور أفضل مستقبل ممكن ترغب بالوصول اليه:
تصور مستقبلك الأفضل الممكن والذي فعلياً ترغب بالوصول اليه وكأنه حقيقة فعليه واقعة وانت مؤمن بذلك فعلياً. ان هذه العملية تؤدي للحصول على زيادة في التفاؤل حول حياتك المهنية وحياتك العامة.
  • الطريقة: أغمض عينيك وتنفس بعمق وتصور أفضل ما يمكن ان تحصل عليه خلال الثلاث سنوات القادمة من الآن، ما هي المشاريع التي ترغب بتحقيقها على المستوى المهني والشخصي والمجتمعي.
3 -تصور بانك قد حققت أهدافك: 
تصور تقدمك وتحقيق اهدافك وكأنها أصبحت حقيقة واقعة. ان هذا الأسلوب يعمل على تنمية خلايا المخ في هذه المنطقة من الدماغ، وهذا يعني أننا يمكن أن نصبح حرفيا أكثر قدرة على إنجاز مشروع أو هدف إذا حافظنا بشكل منتظم القيام بعملية التصور الذهني.
  • تصور الخطوات، من البداية إلى النهاية، وأنك سوف تتخذ الإجراءات والخطوات لتحقيق هدفكوتصور كيف سيتم تحقيق كل خطوة، مع إيلاء اهتمام خاص لتشكيل مشاعر قوية مناسبة ترافق الإجراءات والخطوات. قم بإجراء تأكيدات إيجابية على النتائج الإيجابية لتعزيز التفاؤل ورفع الدافعية والتحفيز الداخلي الى اقصى ما يمكن وكن اثناء ذلك متعاملا مع ما يحدث داخلياً وكأنه يحدث فعلياً واستمر بالتقدم نحو تحقيق أهدافك شاعراً بنشوة الفرح والسعادة والانتصار.
ان استخدام استراتيجية التصورات وبناء الصور الذهنية الجيدة هي طريقة رائعة لتهدئة التوتر والاسترخاء، وبناء الشعور بالتفاؤل وزيادة الحافز الداخلي بشأن المستقبل والحياة، وتحقيق الأهداف
يمكنك استخدام هذه الأداة لتعزيز حالة الرضا الداخلي والسعادة، وهذا سيؤدي الى زيادة فعاليتك وزيادة إنتاجيتك في العمل والحياة.
د. أيمن قتلان


الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

لماذا تسوء حياتك؟

ثلاثة تحيزات معرفية تؤثر على مسيرة حياتك وقرارتك اليومية.




يتساءل كثير من الناس لماذا تسوء حياتهم؟ كما يتساءلون كيف استطاع القلة من الناس الانعطاف بحياتهم نحو الأفضل؟
لكي نعرف كيف أصبحت حياتنا على ماهي عليه الآن يجب أن نعرف تأثير نوع المعرفة التي نمتلكها على مجرى حياتنا خصوصاً وعلى مجرى حياة مجتمعاتنا عموماً فالملاحظ أن تلك المعرفة تساهم مساهمة كبيرة في تشكيل حياتنا وقرارتنا اليومية وان أهم وأخطر ثلاثة تحيزات معرفية قد غُرست في عقولنا أو قمنا بتشكيلها عبر خبراتنا وتجاربنا بالحياة هي:
1 – لا يمكنني أن أنجح أو أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك
للأسف الغالبية العظمى واقعين في هذا المعتقد المقيد للحياة والاعمال والتقدم وكثير من الناس تغيرت حياتهم لمجرد تغيير معتقدهم هذا وقد حققوا الكثير الكثير من النجاحات غير المتوقعة وذلك بفضل ايمانهم بالله اولاً وبقدراتهم ثانية والامثلة على ذلك كثيرة جداً وأسوق في ذلك وأشير الى السيدة هيلين كيلر المرأة التي تعد من أبرز الشخصيات التي ولدت في القرن التاسع عشر والتي تمكنت من قهر الإعاقة المزدوجة التي أصيبت بها بفقد بصرها وسمعها مبكراً لتتحول الى امرأة أسطورة في إنجازاتها
 وفي قوتها وفي قدرتها على السيطرة على اعاقتها وتمكنها من التعلم حتى الى مراحل متقدمة في حياتها وعظمة تأثيرها على مجتمعها بعطائها المتميز. ان النجاح يبدأ بخطوة فهل يمكن أن تتخذها؟
2 – لست بحاجة الى أحد أنا أستطيع العمل بمفردي
النجاح والحياة يحتاجان الى مهارات الاتصال والتواصل وبناء العلاقات المتميزة والتعاون مع الناس فجزء كبير من سعادتنا يأتي من طبيعة علاقاتنا وكذلك الامر بالنسبة الى تعاستنا. فعندما يكون هناك تواصل حقيقي فان ذلك يعني تفتح قلبك وعقلك وروحك ومشاعرك للاحتمالات الجديدة والى الخيارات المتعددة فالنتائج الت تتمخض عن التواصل والتعاون مذهلة حقاً.
من الأخطاء القاتلة اعتقاد الانسان بانه شخص متفرد ومنفرد ولا يحتاج الى مساعدة وتعاطف وتعاون الاخرين معه. الحياة تقوم على الاعتماد المتبادل والتكافل فأنا كما أنت نمتلك نقاط قوة ونقاط ضعف وتعاوننا المشترك يؤدي الى تكاملنا فأنا اعاونك على نقاط ضعفك بما أمتلك من نقاط قوة وكذلك انت تستطيع أن تفعل ذلك مع نقاط ضعفي من خلال نقاط قوتك. ان التعاون والعلاقات الصحيحة التي تقوم على الاحترام والحب والتعاطف تؤدي الى عملية اتصال وتواصل بيننا ترفع الكثير من قدراتنا.
ان التعاون يمثل قانون ومبدأ كوني جوهره يقوم على أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء حيث يصبح واحد زائد واحد لا يساوي اثنان بل يساوي أربعة وربما أكثر.
ان كل ما في الكون في حالة تعاون وتكافل واعتماد متبادل وهذا في حد ذاته يؤدي الى تغيير الكثير من النتائج فمثلا يستطيع كل انسان منا منفرداً رفع وزن عشر كيلو غرام فاذا كان هناك عشرة أشخاص منفردين فان مجموع ما يرفعونه يساوي مئة كيلو غرام وفي تطبيق هذا القانون اذا اجتمع العشرة اشخاص معاً وطلبنا منهم رفع وزن مشترك مقداره ثلاثمئة كيلو غرام لفعلوا ذلك بسهولة وهناك الاف الأمثلة على عمل هذا القانون في الطبيعة والمنظمات والمجتمعات انما بسبب جهلنا وغرورنا نلجأ وبشكل أناني بالاعتماد على فرديتنا. هل يمكن ان تقوم بإجراء التعاون مع من حولك؟
3 – أنا ليس لي دور في هذه الحياة لكي أترك بصمة وأثر.
غالبيتنا لا تقرر مهمة محددة في حياتهم تتيح لهم المجال لكي يتركوا بصمة وأثر لسبب بسيط هو عدم ايمانهم بما يمتلكون من قدرات وعدم فهم حقيقي لمعنى دورهم في الحياة الذي يقتضي ان يقوم كل فرد بترك بصمة وأثر يُخلد ذكراه وان يساهم مساهمة حقيقية في بناء وتحسين نوعية الحياة.
 ان في داخل كل انسان شوق طبيعي وحافز ليصنع تلك البصمة، انما لشعوره الخاطئ بالضعف يحول بينه وبين البصمة والاثر. الانسان مخلوق عظيم من خالق عظيم والانسان خليفة الله على الأرض ويجب ان يكون خير ممثل لإرادة الله لكي يقوم بالأعمال العظيمة والنافعة له وللأخرين وللمجتمع فها هو الاقتصادي محمد يونس من بنغلاديش قد ساهم في بلده مساهمة كبيرة في القضاء على الفقر والتشرد لملايين الاسر من خلال تأسيسه بنك خاص (بنك غرامين ) لإقراض الفقراء لكي يحققوا طموحاتهم بعملٍ شريف دون أي ضمانات ائتمانية وقد اعتبر هذا النموذج من العمل البنكي ضرباً من الخيال برأي المصرفيين الا ان الانسان محمد يونس لم يفكر كما يفكر الاخرون لقد كان هاجسه الحقيقي كيف يمكن ان يساعد أبناء بلده الفقراء لكي يتخلصوا من فقرهم وبالفعل استطاع بفعل عمله هذا ان يكون رائداً على مستوى العالم في مكافحة الفقر والعمل البنكي الموجه لمساعدة الناس، فما الذي دفعه الى ذلك ؟ انه ذلك الشوق الدفين بداخله لترك بصمة وأثر تساهم في تحسين نوعية الحياة.
ان التحيزات المعرفية بداخلك وانت مسؤول عنها فهل يمكن ان تقوم بأفعال وأفكار تثبت مع الأيام بانك مخلوق لكي تنجح وبأنك مخلوق لكي تتعاون ولكي تتعلم ولكي تترك بصمة وأثر فهل يمكن ان تفعل ذلك؟
د. أيمن قتلان    





الأحد، 1 نوفمبر 2015

تعلم معرفة بناء الذات

المعرفة تبدأ من بناء الذات :
 






ان لكل فرد في كل ادواره الحق في أن يطور إطاراً معرفياً يحدد فيه موقفه من كل المواقف و الأراء و المعتقدات و الاتجاهات بهدف إزالة غموض أو تناقض معرفي للوصول إلى حالة التوافق المعرفي، كما أن هذا الحق مشروع أيضاً للمؤسسات و المجتمعات من أجل الوصول إلى التوافق المعرفي و إكمال الناقص في المعرفة و حل مواقف الصراع المتعددة. إن البشر و المجتمعات في أغلب الأحيان يمتلكون نوعاً محدداً من المعرفة دون سواها مما يؤدي إلى وجود تباينات في عملية الفهم بناءاً على المعرفة المترسخة لدى الفرد و لدى المجتمع و هذه التباينات سوف تؤدي إلى الصراعات و التنافر ومن أجل حل ذلك يتم تأسيس مفهوم الذات و إدارة الذات كقاعدة اساسية يمكن الارتكاز عليها محل تلك المشكلة المتمثلة في عدم تجانس المعرفة و المعلومات في أذهان الأفراد و ضمن المجتمع الواحد و في المؤسسة الواحدة حول ماهية الواقع فكل شخص يرى الواقع وفق منظاره الشخصي و لحل هذه المشكلة تأتي المعرفة بالذات وهي التي سوف تشكل المعرفة المتجانسة عندما يكون التركيز على هدف و غاية محددة يسعى الجميع إلى تحقيقها . لذلك بدأ الأهتمام واسعاً ومركزً في كل دول العالم على برامج التطوير الشخصي كمدخل اساسي للتطوير المؤسساتي و المجتمعي، و أولو لذلك فهماً عميقاً و متزايداً حول ضرورة تدريب كافة الافراد على هذه البرامج لانها تعتبر نقطة الإرتكاز الأساسية في كل الانجازات العظيمة التي يحققها الإنسان و هي الأصل في رفع الأنتاجية و تحسين الأداء و بناء قدرات و حل المشكلات و استثمار الموارد و أهمها الزمن و زيادة فرص التعاون و الاتصال الفعال بين كافة الافراد.
د. أيمن قتلان