القضاء والقدر
خيره وشره
الخير يأتي عندما
تفهم وتطبق بشكل صحيح هذا الركن ¸ والشر يأتي عندما لا تفهم هذا الركن وعندما
تطبقه بصورة خاطئة.
القضاء والقدر خيره وشره ركن من اركان الايمان
لم يفهمه الكثير من البشر ولم يقدروه حق قدره ولم يستفيدوا منه في توليد القوة والطاقة
وبناء الذات البشرية العظيمة وفق مبدأ التوحيد لا اله الا الله.
ان الله تعالى جل
جلاله عندما يتحدث عن القضاء والقدر في القرآن العظيم انما الله يخبرنا بان كل شيء
في هذا الكون ومجرياته واحداثه وموجوداته
يخضع للمبادئ والقوانين ولا يوجد شيء خارج هذا المبدأ سواء عرف ذلك البشر ام لم
يعرفوا آمنوا أم لم يأمنوا.
القضاء هو مبادئ
واحكام الله الثابتة التي لا تتغير لا بتغير الزمان ولا بتغير المكان ولا تحتاج
الى برهان ونتائجها حتمية بالخير عندما تطبق بطريقة صحيحة كما ان عواقبها حتمية
باتجاه الشر عندما لا تطبق بصورة صحيحة.
المبادئ لم توجد
بفعل البشر او نتيجة تفكيرهم فهي قائمة بذاتها بفعل الخالق الذات الالهية ولا
تتعين هذه المبادئ بفعل صفات من ينتمون اليها. بل تبقى مستقلة وثابتة وراسخة لا
تتغير حتى عندما يتبدل البشر. وهي مفاتيح كل حياة عظيمة.
اما القدر فهو
يمثل قوانين الله في الكون التي تتغير وتتبدل بحسب الشروط والظروف والاحوال
والزمان والمكان فهي متجددة ومتلائمة مع طبيعة الحياة والمكتشفات واحتياجات البشر.
والقدر مكتوب باحتمالات كثيرة.
ان جهل الانسان
المستمر والمتواصل لعمل هذا الركن في الحياة قد عطل الكثير من الامكانات والقدرات
وادى الى سوء الاحوال وتخريب العلاقات وانتشار الصراعات وتراجع النتائج والانجازات
وضياع المستقبل وتشتيت الجهود والامكانيات وعدم التركيز على الاولويات. فعندما تقوم بعمل ما وتفشل او تلحق بك مصيبة ما فإنك
في أحسن الاحوال تقول هذا قضاء الله وقدره والتلفظ بهذه العبارة من حيث المبدأ هو
صحيح مئة بالمئة لأنه فعلياً تعبير عن أنك لم تعرف لماذا حدث هذا؟ {لم تعرف المبدأ
اي القضاء} وكيف حدث هذا؟ { لم تعرف القانون أي القدر}. فردك ذلك الى القضاء
والقدر هو تعبير صحيح عن حالة جهلك بالمبادئ التي تمثل قضاء الله وعن حالة جهلك
بقوانين الله التي تمثل قدر الله. بالطبع هذا الرد قد يكون ضمنيا بدون تصريح او
يكون مصرح به وفي كل الاحوال هذا الرد يعفيك من البحث والفهم لماذا حدث؟ وكيف حدث؟
كما يعفيك من تحمل المسؤولية لان ما حدث قد يكون بسببك وانت لا ترغب ان تعترف بذلك
!!!
عندما نفهم القضاء
بمبادئ الله واحكامه المطلقة التي صدرت عنه وهي نافذة بنتائجها الحتمية ان خير
عندما تطبق او شر عندما لا تطبق، وهذه المبادئ هي التي تتحكم بالقوانين وتطبيقاتها
ان خيرا او شرا بحسب من يطبقها ويستخدمها , كما ان المبادئ هي التي تتحكم وتوجه
السلوك البشري وفق القوانين النفسية اما خيرا او شرا وهي مرتبطة بالإنسان وعلاقاته
مع الله ومع الكون ومع الانسان الاخر ومع كل الكائنات والموجودات في هذه الحياة.
ركن القضاء والقدر
فهمه بطريقة صحيحة تدفع الانسان الى امتلاك القوة والقدرات وبناء الذات الانسانية
وتحسين نوعية الحياة وبناء المستقبل الافضل والمساهمة الفعالة في خلق نتائج عظيمة
ترفع من قيمة الانسان نحو حياة كريمة. فهل من يفهم ذلك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق