#الدرس_الثامن_في_التغيير_نحو_الافضل
#دروس_التطوير_الشخصي
#ادارة_المعتقدات
تعلمنا في الدرس السابق ان التفكير عملية تلقائية وديناميكية مستمرة،
ينشأ عنها أفكار تلقائية مختلفة يمكن التحكم بها من خلال عملية التدريب والتعلم
وفهم العمليات التي تتم بالذهن، كما عرفنا بالدرس السابق آلية التحرر الذهني
ومفهوم الأفكار التلقائية وانماط التفكير وطرق ونماذج التفكير.
كما عرفنا: ان الفكرة لا
تعتبر ضارة الا إذا قمنا بتصديقها.
ان الأفكار بحد ذاتها لا تسبب لنا
المعاناة، انما تعلقنا بهذه الأفكار هو الذي يؤلمنا ويسبب لنا المعاناة، وتعلقنا
بفكرة معينة لتصبح مسيطرة في ذهننا يعني اننا نصدقها من دون ان نتحقق من صحتها،
وهكذا تتحول تلك الأفكار التي نصدقها دون ان نتحقق من صحتها الى معتقدات عميقة
في اذهاننا توجه سلوكنا في الحياة دون ان ندري عنها أي شيء. فالمعتقد هو عبارة عن
فكرة تعلقنا بها لسنوات طويلة وقمنا بتصديقها على انها حقيقة.
إدارة المعتقدات وفن السيطرة عليها:
قصة قصيرة:
نادر هو اسمه الأول
وهو صديق لأحد أصدقائي. هو شاب في الرابعة والعشرين من عمره يعيش مع أسرته في إحدى
المدن وقد فقد ساقيه في حرب طاحنة لا ذنب له فيها كما حال أغلب الناس، أقعدته
اصابته طريح الفراش ثلاث سنوات مليئة بالألم والخوف من المستقبل والمجهول، كانت
الأفكار تراوده عن عجزه واستحالة الحياة بدون قدمين فكيف يمكن أن يحقق أحلامه وهو
مُقعد لطالما الأصحاء لا يستطيعون فعل ذلك، وكيف له وهو العاجز ان يستطيع. وفى
إحدى الأيام وقع في يده كتاب يتحدث عن الايمان والمعجزات، حيث فهم أن الإنسان مهما
كانت ظروفه قاسية وصعبة يمكن أن يحقق المعجزات بالتصميم والإرادة والمثابرة
والمعرفة، كما أنه فهم بأن الحياة لا يوجد فيها فشل أو مستحيل انما هي عبارة عن
تجارب وخبرات، وبإن الإنسان يستطيع طالما هو يريد، وبإن الحياة تُقدم فرصاً عظيمة
في كل يوم لمن يمتلك الرغبة والإصرار. اقتنع نادر تمام الاقتناع بهذه الأفكار
وتشربها عقله كحقائق لا يمكن أن تكون خاطئة، حيث كانت الأمثلة أمام عينه واضحة عن
أشخاص مشابهين لحاله وقد صنعوا المعجزات، والآن حان دوره ليفعلها كما فعلها
الآخرون وبمساعدة أهل الخير تم تركيب قدمين معدنيتان، وبدأ بالتدرب على المشي ومن
بعدها الركض حتى أصبح يمتلك القدرة على ممارسة الرياضة اليومية وبدون انقطاع وبهمة
ونشاط عاليين، وبإيمان وقناعة بدأ مشروعه الأول في صناعة برنامج للكمبيوتر وقد
لاقى رواجاً عظيماً وأسس بعدها شركة منطلقاً بها نحو عالم المستقبل وهو مؤمن بفكرة
أن الإنسان يستطيع طالما يريد.
إننا في
الاغلب نفكر بالأيمان على أنه عادة أو تعاليم مخصوصة في الاتجاه الديني، بينما
موضوع الأيمان وأن كان يبدو كذلك، إلا أنه يشمل مجالات مختلفة لمواضيع مختلفة وهو
يمثل أفكار وأراء وقناعات مختلفة في مجالات مختلفة سنطلق عليها اسم المعتقدات.
فالمعتقدات هي أفكار لشدة تكرارها والأيمان بها تصبح لدى الإنسان وكأنها حقائق. إن
الأيمان هو عبارة عن مبدأ أو اعتقاد أو عاطفة مرشدة يمكن أن تمد المرء بمعنى
للحياة وترشده فيها. فالمعتقدات هي المرشحات المعدة مسبقاً والمنظمة لرؤيتنا
للعالم. وهي أشبه بقائد للدماغ، فعندما نؤمن بصورة ملائمة بصحة شيء ما، فإن ذلك
بمثابة إشارة الى الدماغ تخبره بكيفية تمثيل ما يحدث، وكما لاحظنا في قصة نادر أنه
قد أمن بفكرة ((الإنسان يستطيع عندما يريد)) هذا الأيمان بهذه الفكرة أعطاه قوة
عظيمة دافعة أياه الى العمل والإنجاز فالأيمان يساعدنا على إخراج القدرات الكامنة
بداخلنا لتتحول الى أفعال ومن ثم الى نتائج نرغبها ونريد الوصول إليها.
إن الإيمان
بفكرة ما على أنها صحيحة وحقيقية (بغض النظر إن كانت فعلياً كذلك أم لا) فإنها
تمثل حالة نفسية أو تمثيل داخلي يحكم السلوك. هذا الأيمان يمكن أن يكون باعثاً على
القوة أو باعثاً على الفشل حسب نوع الفكرة المسيطرة في الرأس فمن كان معتقده
متوجهاً بعبارات العجز والاستحالة وعدم الإمكانية والظروف فلن يجد أمامه إلا ما
يعتقد به متحققاً، ومن كان معتقده متوجهاً بعبارات أنا أستطيع وأنا قادر وأنا أريد
وهناك فرص وامكانيات عظيمة فسوف يجد أمامه أيضاً كل ما اعتقد به وأمن به. إن
الأيمان هو موضوع اختيار نقوم به بوعي أو عدم وعي، وأنت الأن بإمكانك اختيار
المعتقدات التي تساندك وتدعمك أو التي تحد من قدراتك وتجعل حياتك محدودة.
إن أكبر سوء فهم عند الناس بخصوص الأيمان هو
اعتقادهم بأنه مفهوم فكري جامد أو منعزل عن العمل والفعل والنتائج وهذا المفهوم
أبعد ما يكون عن الحقيقة، فالأيمان هو الباب المؤدي الى النجاح والتميز والتفوق.
إن الأفراد الذين يحققون المنجزات العظيمة أنما يفعلون ذلك لأيمانهم بالقدرة على
تحقيق هذه الإنجازات.
إن المعتقدات مداخل تنظيمية نحو
الادراك، وهي تمثل اختياراتنا الأساسية لكيفية إدارة الحياة ومن ثم كيف يمكن أن
نحيا هذه الحياة بنجاح وانجازات عظيمة تخلد ذكرانا الإنسانية السامية. فهناك
معتقدات تدعم نجاحنا وتقدمنا ونمونا في الحياة نحو الأفضل، وهناك معتقدات تدعم
فشلنا وتخلفنا وتراجعنا نحو الأسوء. لا يمكن لك ان تتغير نحو الأفضل إذا لم تقم
بفهم معتقداتك واذا لم تقم بتغيير ما هو غير نافع منها، فان التغيير لن يؤتي ثماره
لديك.
المعتقدات
تتحكم في الادراك والادراك يعيد تشكيل السلوك، وعندما تقوم بإعادة كتابة معتقداتك
فانت تعيد كتابة الادراك والجينات والسلوك. المعتقدات تصنع الادراك وتؤثر على كافة
نواحي الحياة. ان ادراكك يزودك بمعرفة إذا كنت ذو قيمة او بلا قيمة، والمعتقدات هي
استنتاجات مشتقة من معلومات و/أو تجارب، والمعتقدات قد تكون واعية او لا واعية.
مثلا أحدهم
يروي لك قصة ما، قد تكون تاريخية او واقعية فان القصة هنا تمثل معلومات، وبتكرار
القصة او ما يشابهها تصبح المعلومات معتقدات.
إن المعتقدات هي افتراضاتك الأساسية بخصوص
هويتك في هذا العالم: فهي التي تحدد مثلاً، فيما اذا كنت جميلاً أو قبيحاً؛ ذا
قيمة أو تافهاً، محبوباً أو غير محبوب. وتتشكل هذه المعتقدات بصورة رئيسية خلال
الطفولة، وتؤثر في معظم تصرفاتك.
إن ادراكك هو اعتقادك والاعتقاد يعمل
كمرشح بين البيئة الحقيقية والبيولوجيا، والمعتقدات يتم توريثها من الاب والام.
ومن خلال هذه المعتقدات أو المفاهيم،
تقوم بخلق قواعد لتنظيم سلوكك، فإذا كانت هذه المفاهيم إيجابية، ستكون القواعد
التي ترشدك الى كيفية العيش واقعية ومرنة يقودها الحب الذي يفعل نظام النمو.
والعكس صحيح ايضاً؛ فالمفاهيم السلبية تنتج عنها قواعد سلبية مقيدة ويقودها الخوف
الذي يفعل نظام الحماية.
على سبيل المثال، كان "زيد"
فنانًا، وكطفل، فقد كان يصدق والديه عندما كان ينعتانه بالغباء، فكون عن نفسه
معتقداً اساسياً سلبياً مفاده "انا غبي"، والذي بدوره أوجد القواعد
السلبية التالية:
1.
لا
تتقدم للمنح، من سيرغب في أفكاري؟
2.
لا
تفعل أي شيء رياضي، فليس لدي من الذكاء ما يؤهلني لذلك.
3.
لا
تجادل، وإلا سيعلم الجميع أنني غبي.
4.
لا
تتكلم كثيراً، وإلا سيعلم الناس أنني قليل المعرفة.
إن المعتقدات والقواعد الأساسية مهمة وأساسية
جداً للشخصية، وقليل من الناس من يدرك ذلك. غير أن كل جزء من حياتك يُصاغ عبر هذه
المعتقدات والقواعد، كما أن لها تأثيراً كبيراً على أفكارك التلقائية؛ فقد كانت
أفكار "زيد" التلقائية- خلال أي تفاعل- تُذكره بغبائه وتقوده الى توقع
أحكام سلبية عليه، ومواجهة الرفض من قبل الآخرين: "يا رجل، ما هذا الغباء....
يا له من تعليق غبي.... إنهم يتساءلون عما كان بمقدورك حتى أن تقرأ.... أنت أبله....
اصمت، فأنت جعلت من نفسك أضحوكة".
باختصار إن المعتقدات الأساسية هي أساس
شخصيتك؛ فهي تحدد بصورة كبيرة ما تستطيع أو لا تستطيع أن تفعله (القواعد)، وكيف
تُفسر الأحداث في عالمك (الأفكار التلقائية).
ان المعتقدات هي الشيء الذي يحبس معظم
الناس داخل مشكلاتهم وهي التي تدلهم على مدى احساسهم باليقين تجاه أفكارهم
وتصرفاتهم وحياتهم.
المعتقد هو
حيازة يقين لا ركن له سوى الايمان، المعتقد قد يتحول الى معرفة أذا تم إثباتها
بالتجربة والتأمل.
مصدر
المعتقدات اللاشعوري وغير الإرادي هو من يمنحها قوة عظيمة.
تعريف
المعتقد:
المعتقد هو
ايمان ناشئ عن مصدر لا شعوري يُكره أو يُجبر الأنسان على تصديق فكر أو رأي أو
تأويل أو مذهب على أنه هو الحقيقة المطلقة.
العقل غريب
على تكوين المعتقد، ولا يأخذ العقل بتبرير المعتقد إلا بعد أن يتم تكوينه.
المعتقد إلهام
لاشعوري ناشئ عن علل بعيدة عن إرادتنا.
المعتقدات هي
أفكار تصل الى درجة الايمان بها، وكأنها حقائق. المعتقدات هي الشيء الذي يحبس معظم
الناس داخل مشكلاتهم.
إن معتقداتك
تدلك على مدى إحساسك باليقين فيما يخص بعض أفكارك. بمجرد ما يصدق الأنسان شيء ما
فإنه يبدأ بالبحث عن طريق إثبات صحته. انما من المفروض أن تتعلم الشك في القيود
والعوائق المفروضة عليك وأن تكون أكثر يقيناً فيما هو ممكن بالنسبة لك.
من أجل أحداث
التغيير يجب أن نساعد أنفسنا ونساعد الآخرين على تغيير معتقداتهم، وتكوين معتقدات
جديدة تسمح لهم بالاستمرار في تحقيق التغيير في المستقبل.
المعتقد هو اليقين
واليقين هو مرشد لسلوكنا ونظام هدايتنا.
مصادر المعتقدات:
1. البيئة: وهي
المكان الذي تجري فيه دورات الفشل أو دورات النجاح. من نفس البيئة الفقيرة
والقاسية يخرج العظماء كما يخرج الفاشلين، وهذا مرتبط بالطريقة التي يُمثل بها
الشخص بيئته في ذهنه فالفاشلون ينظرون الى البيئة كعامل محبط ومثبط للعزائم، بينما
الناجحون يرونها مصدر لبذل الجهد والمثابرة والإصرار والدافع للتخلص منها وبناء
البيئة الأفضل.
2. الأحداث: إن كبرت أو صغرت فهي أيضاً كالبيئة إما أن تنظر إليها كعامل باعث على
النشاط والحيوية والعمل أو تنظر اليها على أنها باعث على الكسل والركود
واللامبالاة واليأس.
3. المعرفة: المعرفة النوعية التي تدعم النجاح والتفوق والتميز تحطم لك قيود
البيئة والظروف والأحداث، فقراءة إنجاز الآخرين والتعلم ومشاهدة الأفلام التحفيزية
يشكل دافعاً قوياً للأيمان بنفسك وبقدراتك لتحقيق النتائج العظيمة فطالما هناك شخص
حقق ما تريد أن تحققه فأنت قادر على فعل ذلك.
4. النتائج السابقة: هل استطعت في يوماً من الأيام بتحقيق
نتيجة ما؟ طبعاً فهناك الكثير من النتائج التي حققتها، فطالما كنت قادراً على
تحقيق النتائج سابقاً فأنت قادر على تحقيق النتائج الآن وفي المستقبل، فقط تمسك
بما تريد وركز عليه.
5. خلق التجربة ذهنياً: استخدام التصور
الذهني للمستقبل الذي تريده يعمل تمثيل أو تجسيد ذهني له وكأنه حقيقة واقعة وكن
متأكداً من إمكانية حدوثه. أخلق العالم الذي ترغب أن تكون عليه ذهنياً واعمل على
تحقيقه. المعتقدات قابلة للتغيير عندما تريد أنت ذلك. هل معتقداتك عن الحياة
والعمل والعلاقات والمال تعمل لصالحك، هل تسأل نفسك دائماً أن نفسك باعثة على
القوة والنشاط والحيوية.
تمرين:
-
ما هو مصدر معتقداتك
الشخصية ومن أين أتيت بها؟ هل مصدرها الشارع أم الإعلام أم الوالدين أم التعليم أم
الدين؟
-
اكتب ما هي المعتقدات
التي تؤمن بها وتمنحك القوة؟ واكتب بجانب كل منها من أين أتيت بها؟
-
اكتب ما هي المعتقدات
التي تؤمن بها وتمنعك من التقدم نحو أهدافك؟ واكتب بجانب كل منها من أين أتيت بها؟
وأسأل نفسك هل هي نافعة لك؟
تمرين الدماغ:
التركيز
على استراتيجية التصور الذهني.
تبين
أحدث الدراسات أن تأثير التصورات والصور العقلية الجيدة والاهتمام والتخطيط
والتذكر الذي ينشط الذاكرة هي بمثابة تدريبات هامة جداً للدماغ، وهذه التدريبات
المنظمة تساعد على زيادة الدافع، وزيادة الثقة وتحسين الأداء.
أدمغتنا
لا تستطيع التمييز بين الصور التي تحدث في الواقع وبين تلك التي تنشأ بفعل التصور
الداخلي، فمناطق الدماغ تتحفز عمليا من صور الواقع الحقيقية وكذلك من الصور التي
ينشئها الانسان من خلال عملية ذهنية بحتة، فالتصور الذهني يؤدي نفس الوظيفة التي
تؤديها الصور الحقيقية على مناطق الدماغ وهذه نعمة كبيرة من الله جل جلاله للإنسان
وأداة عظيمة لتعزيز التفاؤل والثقة بالنفس ورفع الدافع وزيادة التحفيز الداخلي
وهذه كلها عوامل هامة تميز الانسان صاحب الأداء الأفضل في الحياة والعمل عن صاحب
الأداء العادي والضعيف.
كيف
يمكنك الاستفادة من هذه الأداة لتدريب الدماغ لتزدهر في الحياة والعمل؟
استراتيجية
التصور تقوم على ثلاث خطوات:
1
-التصور الاولي من خلال الاسترخاء والشعور بالراحة:
هذا
التصور لتهدئة التوتر وتحقيق الاسترخاء. تنفس بعمق وبهدوء في مكان بعيد عن
الضوضاء.
أغمض
عينيك وتخيل أنك في المكان المفضل لديك، أو تخيل نفسك تفعل الشيء المفضل لديك.
حاول ان تتصور كل شيء الروائح والأصوات والأحاسيس عن طريق اللمس وعش الحالة وكأنها
تحدث فعلياً.
2
-تصور أفضل مستقبل ممكن ترغب بالوصول اليه:
تصور
مستقبلك الأفضل الممكن والذي فعلياً ترغب بالوصول اليه وكأنه حقيقة فعليه واقعة
وانت مؤمن بذلك فعلياً. ان هذه العملية تؤدي للحصول على زيادة في التفاؤل حول
حياتك المهنية وحياتك العامة.
الطريقة:
أغمض عينيك وتنفس بعمق وتصور أفضل ما يمكن ان تحصل عليه خلال الثلاث سنوات القادمة
من الآن، ما هي المشاريع التي ترغب بتحقيقها على المستوى المهني والشخصي
والمجتمعي.
3
-تصور بانك قد حققت أهدافك:
تصور
تقدمك وتحقيق اهدافك وكأنها أصبحت حقيقة واقعة. ان هذا الأسلوب يعمل على تنمية
خلايا المخ في هذه المنطقة من الدماغ، وهذا يعني أننا يمكن أن نصبح حرفيا أكثر
قدرة على إنجاز مشروع أو هدف إذا حافظنا بشكل منتظم القيام بعملية التصور الذهني.
تصور
الخطوات، من البداية إلى النهاية، وأنك سوف تتخذ الإجراءات والخطوات لتحقيق هدفك.
وتصور كيف سيتم تحقيق كل خطوة، مع إيلاء اهتمام خاص لتشكيل مشاعر قوية مناسبة
ترافق الإجراءات والخطوات. قم بإجراء تأكيدات إيجابية على النتائج الإيجابية لتعزيز
التفاؤل ورفع الدافعية والتحفيز الداخلي الى اقصى ما يمكن وكن اثناء ذلك متعاملا
مع ما يحدث داخلياً وكأنه يحدث فعلياً واستمر بالتقدم نحو تحقيق أهدافك شاعراً
بنشوة الفرح والسعادة والانتصار.
ان
استخدام استراتيجية التصورات وبناء الصور الذهنية الجيدة هي طريقة رائعة لتهدئة
التوتر والاسترخاء، وبناء الشعور بالتفاؤل وزيادة الحافز الداخلي بشأن المستقبل
والحياة، وتحقيق الأهداف وبناء المعتقدات الداعمة للنجاح والانجاز.
يمكنك
استخدام هذه الأداة لتعزيز حالة الرضا الداخلي والسعادة، وهذا سيؤدي الى زيادة
فعاليتك وزيادة إنتاجيتك في العمل والحياة.
المعتقدات الداعمة
للنجاح والقوة:
الاعتقاد وهو أساس بنية اليقين وأغلب
المعتقدات الداعمة للنجاح جاءت نتيجة تجارب الآخرين وما تم ملاحظته من معتقدات تم
استخدامها من قبلهم وقد أتت لهم بنتائج عظيمة وربما قد تكون أيضاً نافعة لك.
1.
كل شيء يحدث له علة
وغرض ولحكمة قد نجهلها في الوقت الراهن، فقصة نادر وبتر ساقيه حادثة جعلته يعيد
بناء حياته وأوصلته الى نتائج جيدة. أن في كل محنة بذرة منفعة تتفوق عليها.
2.
لا يوجد شيء أسمه فشل
أو مستحيل أو صعب أنما هناك نتائج فقط وخبرات وتجارب نتعلم منها لكي نصل الى ما نريد.
(أن الخوف من الفشل هو الفشل بحد ذاته).
الناجحون لا يؤمنون بالفشل ولا يرونه ولا يضعونه في الحسبان، هم يعرفون
أن الحياة تجارب وخبرات ونتائج فهم يعرفون بأنهم إن لم يصلوا الى ما يريدون فهذا
لا يعني بأنهم قد فشلوا ولكن هذا يعني لهم فقط إنهم وصلوا الى نتيجة غير تلك التي
يريدونها فيعملون على تعديل خططهم نحو الاتجاه المراد وها هو أديسون خير مثال على
ذلك فقد أجاب الناس بكلمات رائعة عندما كانوا يحاولون ثنيه عن إتمام تجاربه حول
المصباح الكهربائي وهم يفعلون ذلك شفقة عليه حيث قالوا له: كفاك يا أديسون كل تلك المحاولات
التي باءت بالفشل. فكان رده: أنا لم أفشل قط ففي كل محاولة قمت بها كنت اكتشف
طريقة جديدة للوصول الى هدفي. هكذا العظماء لا يعرفون الفشل.
3.
تحمل المسؤولية في كل
الظروف: أصحاب الإنجازات والتفوق والتميز لديهم ايمان قوي بأنهم يصنعون
عالمهم. إذا لم تؤمن أنك تصنع عالمك بنجاحاته وإخفاقاته فأنت عندئذٍ لديك أيمان
ومعتقد يجعل من الظروف صانعة لعالمك. هل تريد ذلك فعلاً؟
4.
الوعي بجوهر الأشياء:
الناجحون يعرفون بأنه ليس من الضروري أن يفهموا في كل شيء كي يكونوا قادرين على
استخدام كل شيء. أقصر طريق للنجاح هو اكتشاف محاكاة الذين حققوا نتائج ونجاحات في
حياتهم، اجعلهم قدوة لك واستفد مما عملوا عليه وطور نموذجك الخاص.
5.
التعاون الإبداعي:
الناجحون يأمنون بأن الانجاز يحتاج الى مساعدة الآخرين، لذلك فهم يؤمنون بالآخرين
ويحترمونهم ويقدرونهم. تعاون وتعاطف مع الآخرين لكي تنجح.
6.
العمل حب وفرحة: لا ينجح
إنسان وهو يكره عمله، تعلم أن تحب عملك وتفرح له.
7.
الانضباط الذاتي وبذل
الجهد (العزيمة العالية): النجاح يلزمه مثابرة وتصميم وإرادة قوية تتمثل بالالتزام، فلا نجاح
بدون التزام وجهد، فالموهبة بدون جهد ومثابرة لن تحقق لك شيء وكذلك الأمر بالنسبة
للمهارة فالمهارة لا قيمة لها بدون جهد.
المهارة= الموهبة ×الجهد
الإنجاز= المهارة ×الجهد
إذا كان الجهد صفر وكانت
الموهبة مرتفعة والمهارة مرتفعة فالنتيجة تكون صفر أي لا انجاز. مع العلم ان الجميع يمتلك مواهب ومهارات.
المعتقد يقود القدرة، والقدرة تقود الفعل،
والفعل يقود النتائج، والنتائج تعزز من جديد قوة المعتقد لنعود من جديد الى القدرة
والفعل والنتيجة والقدرة ضمن حلقة لا تنتهي.
المعتقد يدل على مدى إحساسك باليقين. فمنذ الطفولة الناس يصغون الى
أولياء الأمور والمعلمين ورجال السلطة والدين ويتعلمون الكثيرمنهم. عندما يصدق
إنسان شيء ما فإنه يبحث على إيجاد الوسائل التي تدعمه. فالمعتقدات تنمو وتتعزز في
مرحلة الطفولة، فإما ان تكون داعمة للقوة والهوية الشخصية الصحيحة، واما ان تكون
مثبطة للهمة والشخصية، والخبر السار الان انه بإمكانك إعادة تشكيل معتقداتك من
جديد لتمنحك القوة والسعادة والنجاح والثقة بالنفس.
تعلم الشك حتى يثبت العكس.
تمرين اختبار المعتقدات الأساسية
الخطوة الأولى: تحديد معتقداتك الأساسية
لعلك تدرك واحداً او اثنين من معتقداتك الأساسية، ولكن العديد منها قد
لا تكون على وعي بها. وتحدد المعتقدات الأساسية الى أي درجة أنت جدير، وآمن، وكفء،
وقوي، ومستقل، ومحبوب، وذو قيمة، كما تبنى ايضاً إحساسك بالانتماء وتشكل صورة
أساسية عن كيفية معاملة الآخرين لك.
دون أفكارك في سجل الأفكار لمدة أسبوع فبإمكانك استخدامه لتحديد
المعتقدات الأساسية غير المعروفة.
سجل الأفكار
يتكفل سجل الأفكار المعتقدات الأساسية السلبية بتسجيل أفكارك عندما
تواجه أحاسيس سلبية. في نهاية اليوم، تذكر أو تصور المواقف التي أحسست فيها
بالقلق، أو الحزن، أو الأذى، أو الذنب، وهكذا. لاحظ الأفكار التلقائية التي أثارت
أحاسيسك غير المريحة.
إليك فيما يلي مثالاً من سجل أفكار إحدى السيدات:
سجل
أفكار احدى السيدات
|
الموقف
متى؟
أين؟، من؟، ماذا حدث؟
|
المشاعر
ملخصة
في كلمة واحدة
صفر -100
|
الأفكار التلقائية
فيم كنت تفكر قبل وأثناء الشعور السلبي الذي انتابك؟
|
|
-أحتاج البدء في كتابة بحثي.
-ضياع مفك البراغي الكهربائي كلما احتجت إليه.
-عدم القدرة على العثور على ممسكة الأوعية
عندما أحتاج إليها أثناء الطهي.
-موازنة الانفاق وعدم وجود المال الكافي لذلك.
-الاستسلام لرغبة "ابنها" واصطحابه
إلى السينما بعد أن أخبرته بأنني لن أفعل لأنه لم يساعدني في البيت.
|
القلق
الغضب
القلق
القلق
الغضب
|
-لا
أستطيع الكتابة بشكل جيد. ما الذي يجعلني أفكر أن باستطاعتي القيام بذلك؟
-كلما
أهم بأداء شيء ما فإنني أفسده بفقد أداة ما. أحتاج لأن أكون أكثر تنظيماً.
-هذا
المنزل لا يصلح إلا لأن يكون جحراً للجرذان، ولن يستغرق ترتيبه طويلاً أنا فقط
أؤجل الأشياء.
-لابد
أن أكف عن إنفاق الكثير على المطاعم وإلا لن يكون لدي أي مال، ليس لي سيطرة على
حجم إنفاقي.
-أنا
لست أماً مثالية (صورتي كأم تزعجني، وتخبرني بأني متساهلة أكثر من اللازم).
|
عندما لا تتمكن من تذكر أفكارك التلقائية، استخدم التصور لمساعدتك على
تذكر التفاصيل. ولتصور الموقف، أرخ عضلاتك ثم تصور الحدث الذي ترغب في تذكره: انظر
الى الموقف، واستشعر الحزن، أو الغضب، أو القلق. شم، واسمع، وتذوق، وتحسس الموقف
في ذهنك، ثم استمع بحرص الى أفكارك التلقائية التي ظهرت في هذا الموقف واكتبها في
سجلك.
التدرج
يعمل " التدرج" على الكشف عن المعتقدات الأساسية عن طريق
فحص معاني احدى العبارات في سجل أفكارك بشكل متدرج الى أن تصل الى المعتقد الأساسي
الكامن وراء هذه العبارة. وللبحث عن معتقد أساسي عبر التدرج، اختر عبارة من سجل
أفكارك. الآن اكتب " ماذا لو ..... (فكرتك) ....... كان صحيحاً؟ ماذا يعني
ذلك؟"
أجب عن هذه الأسئلة بمعتقدات عن نفسك، وليس بسرد احساسيك؛ فالأحاسيس لا
تقود إلى المعتقدات الأساسية، لكن العبارات الشخصية تقود لذلك.
وقد كتبت احدى السيدات التدريب التالي، مستخدمة عبارة" ليس لي
سيطرة على حجم إنفاق" من سجل أفكارها:
ليس لي سيطرة على حجم أنفاقي.
ماذا لو لم أستطع التوقف عن إنفاق المال؟ ماذا يعني ذلك؟
هذا يعني أنني سوف أفلس.
ماذا لو أفلست؟ ماذا يعني ذلك؟
هذا يعني أن حياتي ستنهار.
وماذا لو انهارت حياتي؟ ماذا يعني ذلك؟
هذا يعني أنني لا أستطيع التحكم بحياتي.
وماذا لو لم أستطع التحكم بحياتي؟ ماذا يعني ذلك؟
هذا يعني أنني عاجزة.
هنا اكتشفت المرأة معتقداً أساسياً سلبياً. وبعد ذلك استطاعت مواجهة
اعتقاد "أنا عاجزة" لترى ما إذا كان صحيحاً.
الأن، اختر عبارة واحدة من سجلك واكتب تدريبك التدرجي.
تحليل الفكرة
تحليل الفكرة هو أسلوب آخر لاكتشاف المعتقدات الأساسية. قم بمراجعة
المواقف الإشكالية المدرجة في سجل أفكارك باحثاً عن فكرة محددة أو خيط مشترك يربط
بين هذه المواقف. على سبيل المثال، راجعت المرأة مواقفها وأدركت أن الكثير منها
كان يتعلق بابنها، وتعرفت على احدى معتقداتها الأساسية وهو أنها كانت أماً غير كفء
(أماً غير صالحة).
كذلك قرأ زيد، الفنان، قائمة مواقفه الخاصة.
-
التقدم لمنحة.
-
الترتيب لمعرض فني.
-
دعوته للتحدث أمام
رابطة الآباء والمعلمين.
-
التماس أحد الأصدقاء
النصح منه.
-
قيادة السيارة على
الطريق السريع.
لقد أدرك أنه – الى جانب قلقه من قيادة
سيارته على الطريق السريع- كان قلقاً من تعريض نفسه لأحكام الآخرين. وقد اكتشف أن
لديه اعتقاداً أساسياً بأنه لا يرقي لتوقعات الآخرين، مما دفعه للشعور بأنه بلا
قيمة.
يمكن أيضاً تحليل الأفكار التلقائية للوصول
الى المعتقدات الأساسية. وقد راجعت السيدة سجل أفكارها ورأت أنها كانت تعاقب نفسها
بعبارات من قبيل "أحتاج لأن أكون أكثر تنظيماً... جحراً للجرذان... أنا فقط
أؤجل الأشياء" فاكتشفت أن أحد معتقداتها الأساسية عن نفسها أنها كسولة.
والآن، حلل سجل أفكارك لتجد معتقداتك
الأساسية، ابحث عن الأفكار التي تغلب على المواقف أو الأفكار الإشكالية واكتبها.
الخطوة الثانية:
تقييم الأثر السلبي
إذا تعرفت على اثنين أو أكثر من معتقداتك
الأساسية، قم بترتيبها بناءً على الأثر السلبي الذي تحدثه في عملك، ومزاجك،
وعلاقتك، وصحتك، ومقدرتك على الاستمتاع بالحياة. وما لم يكن هناك سبب قهري يمنعك
من ذلك، ابدأ بالتعامل مع الاعتقاد الذي يترك أكبر أثر سلبي عليك.
الخطوة الثالثة:
إيجاد افتراضات يمكن اختبارها
الآن، وقد تعرفت على اعتقاد أساسي له أثر
سلبي قوي على حياتك، فقد حان الوقت لاستكشاف مدى صحته. ولأنه أمر يخضع الى حد كبير
للمعايير الذاتية، فلا يمكنك اختبار اعتقاد أساسي بشكل مباشر، ولكن بإمكانك اختبار
القواعد الحياتية التي تنشأ عن هذا الاعتقاد.
حدد القواعد الناشئة
عن اعتقادك الأساسي
ينبع من كل معتقد أساسي مجموعة من القواعد،
أو مخطط سلوكي، يحدد الكيفية التي يجب انتهاجها للحياة في العالم بحيث تبقى بمنأى
عن الألم والكوارث. مثلاً، إذا كان لديك اعتقاد أساسي بأنك بلا قيمة فإن القواعد المميزة
لهذا القاعدة قد تتضمن "لا تطلب أي شيء ألبتة، لا تقل "لا" أبداً،
لا تغضب من أحد على الإطلاق، كن دائماً مصدراً للمساندة والعطاء، لا ترتكب أي
أخطاء أبداً، لا تكن مزعجاً أبداً".
حدد
القواعد المشتقة من معتقداتك الأساسية بإكمال التدريب التالي:
استكشاف قواعدك
الأساسية
أ.
في أعلى ورقة ما،
اكتب الاعتقاد الأساسي الذي تريد استكشافه وتفنيده.
ب.
اقرأ قائمة
"تصنيف القواعد الأساسية" بعناية. لكل عنصر، اسأل " إذا كان
اعتقادي الأساسي صحيحاً، فماذا يجب أو لا يجب أن أفعل في هذا الموقف؟" كن صادقاً وصريحاً في إجابتك. اسأل نفسك:
"ما الذي أفعله حقاً للتغلب على معتقداتي؟ كيف أحمي نفسي؟ ماذا أتجنب؟ كيف من
المفترض أن أتصرف؟ ما حدودي؟"، وعلى الجانب الأيمن من ورقتك اكتب قواعدك.
مستخدمة قائمة تصنيف القواعد الأساسية لاعتقادها الأساسي "أنا
عاجزة"، اكتشفت السيدة هذه القواعد:
1.
أنا كمن يمشي على قشر
بيض للحفاظ على مزاج رجل ما في حالة جيدة.
2.
لن أشتري منزلاً.
3.
لا أبدأ الحوارات في
الحفلات.
4.
لا أثق بنفسي.
5.
لا أتخد قرارات
مستقلة.
6.
لا أحاول أن أحل
المشاكل.
الخطوة
الرابعة: خلق توقعات مأساوية
فكر في نتائج كسر كل قاعدة: خلف كل قاعدة يقبع
افتراض مأساوي عن المنحنى الذي ستتخذه الأمور إذا تجاهلت هذه القاعدة، فغالباً ما
تكون قواعد معتقداتك الأساسية قائمة على نتائج مأساوية مفترضة لأنك وضعت القواعد
من أجل التعامل مع أخطار بدنية أو نفسية حقيقية، غير أن هذه القواعد قد لا تعد
مهمة، كما قد لا تكون نتائج عدم الالتزام بها مأساوية أو حتى غير سارة.
الى يسار كل قاعدة وضعتها في القائمة، اكتب
العواقب التي تعتقد أنها ستقع إذا لم تلتزم بهذه القواعد. تذكر إلا تسجل أحاسيسك
فقط، ولكن أيضاً النتائج الموضوعية التي بمقدورك أن تلاحظها وتختبرها. على سبيل
المثال، قررت السيدة أن نتائج عدم الالتزام بقاعدة "أمشي كمن يسير على قشر
البيض حتى أحافظ على مزاج رجل ما في حالة جيدة" ستكون:
قائمة
تصنيف القواعد الأساسية
·
التعامل مع الآخرين
فيما يتعلق ب....
الغضب
الحاجات/ الرغبات/ المطالب
الإحباط الحزن
الانسحاب
المدح/ المساندة
النقد
·
التعامل مع الأخطاء
·
التعامل مع الضغوط
النفسية/ المشاكل/ الخسائر
·
ركوب المخاطر/ تجربة
أشياء جديدة/ التحديات
·
المحادثات
·
التعبير عن ...
الاحتياجات
المشاعر
الآراء
الألآم
الأمنيات/ الأحلام/ الرغبات
الحدود/ قول لا
·
طلب المساندة/ العون
·
أن تكون.....
وحيداً
مع غرباء
مع الأسرة
مع الأصدقاء
·
الثقة في الآخرين
·
تكوين الصداقات
عمن أبحث
كيف أتصرف
·
البحث عن شريك الحياة
عمن أبحث
كيف أتصرف
·
العلاقات العاطفية
المستمرة
·
الجنس
·
العمل/ المهنة
·
التعامل مع الأطفال
·
الصحة/ المرض
·
النشاطات الترفيهية
·
السفر
·
الحفاظ على البيئة/
العناية بالنفس
·
سيتركني
·
سيفرغ غضبه على ابنها
·
سأنزعج وسيؤذيني
وكانت النتائج التي تنبأت بها لعدم الالتزام بقاعدة "لا أحاول حل
المشاكل" هي:
·
لن أفكر في أي حلول
وسأصاب بالاكتئاب
·
ستكون حلولي غبية ولن
تُجدي
·
سيسخر الرجل مما أقوم
به
الخطوة الخامسة: اختيار القواعد التي ترغب في اختبارها
هناك خمسة إرشادات لاختيار القواعد التي تريد اختبارها:
1.
اختر قاعدة يسهل أن
تضع لها موقفاً اختبارياً. لا تستطيع السيدة اختبار قاعدتها "لن أشتري
منزلاً" بسبب الوقت، والطاقة، والمال المطلوبين لذلك. على الرغم من ذلك.
يمكنها اختبار أثر كونها حاسمة مع الرجل.
2.
اختر قاعدة تمكنك من
اختبار الاعتقاد الأساسي مباشرة. إذا اختبرت السيدة القاعدة "لا أبدأ حوارات
في الحفلات"، فلن تختبر اعتقادها الأساسي بأنها عاجزة، ولكن لو كانت قد
اختبرت قاعدة " لا تعودي الى الكلية" أو "لا أتخذ قرارات
حاسمة"، لاستطاعت مواجهة الاعتقاد الأساسي بكل تأكيد.
3.
يجب أن تتضمن القاعدة
توقعاً واضحاً لردود الأفعال السلوكية (لك وللآخرين)، وليس مجرد أحاسيس ذاتية.
4.
يجب أن تكون النتائج
فورية نسبياً: فلو قررت السيدة شراء منزلا لمقاومة اعتقادها الأساسي في هذا الشأن،
لفقدت عزمها في الوقت الذي ستجد فيه المنزل الجديد، وتشتريه، وتعيش فيه.
5.
اختر قاعدة تنطوي على
قدر قليل نسبياً من المخاوف لاختبارها. أو ابحث عن قاعدة يمكن اختبارها على مقياس
متدرج من أقلها خطورة الى أكثرها خطورة. كان بإمكان السيدة أن تفحص قاعدتها
"لا تعودي الى الكلية لتعلم وظيفة جديدة" بالتسجيل في دورة قصيرة بإحدى
الكليات الأهلية، وإذا نجحت فبإمكانها الانتقال الى دورات كليات حكومية أو أكثر
قوة.
الخطوة السادسة: اختبار قواعدك
أ.
حدد موقف ينطوي على
قدر قليل نسبياً من المخاطر، والذي يمكنك من خلاله إجراء اختبارك المبدئي.
قررت السيدة أن تسجل في دورة تصميم لأنها لن تخسر الكثير من المال أو
الوقت.
ب.
ابدأ بتسجيل
التوقعات. اكتب توقعاً سلوكياً محدداً لما ستكون عليه النتيجة المأساوية للموقف،
بناءً على اعتقادك الأساسي.
وفي هذا الإطار، تحتاج قاعدة "زيد" "لا تجادل"
الى إعادة صياغة لتصبح "لا تجادل مع عامل التمديدات الصحية(السباك) حول
فاتورة تصليح السخان"، ثم سيحتاج الى توقع سلوكي لما سيحدث إذا جادل في
الفاتورة. وقد توقع "زيد" أن السباك سيسخر منه ويرفض القيام بأي أعمال
سباكة أخرى له. ويمكنك تضمين الأحاسيس في توقعك، لكن فقط كإضافة الى النتائج التي
يمكن ملاحظتها.
ت.
أبرم عقداً مع نفسك
لكسر قاعدتك. التزم بوقت، ومكان، وموقف محدد. راجع مع شخص مساعد إذا كان ذلك ممكناً
(شخص يمكنك إخباره بنتائج اختبارك).
ث.
اكتب سلوكك الجديد. تصور
ما ستقوم به: تدرب على اختبار تخيلي مع صديق ما، أو سجل تجربة لاختبارك على أداة تسجيل
مناسبة. ولتجنب تعرضك للنتائج التي ترغب في تجنبها، تأكد من أن نبرة صوتك وإيحاءات
جسدك لا يبدو فيها البرود أو الخوف أو أي شكل آخر من أشكال السلبية.
ج.
اختبر سلوكك الجديد
واجمع البيانات. اكتب نتائج اختبارك في سجل توقعاتك. اكتب أي أجزاء من توقعاتك حدثت
وأيها لم يحدث. إذا لم تكن متأكداً من ردود أفعال الناس لاختبارك اسألهم بعض
الأسئلة كالتالي:
·
هل لديك أي رد فعل
لما قلته؟
·
لدي انطباع بأن ربما
شعرت ب___________ عندما قلت________. هل كان هناك أي شيء من ذلك؟
·
هل من ضير عليك في
أن___________؟
اكتب إجابات لهذه الأسئلة مع البيانات الأخرى المجمعة في سجل توقعاتك.
كيف تبدو أي عنصر أو بيانات أخرى قد تكون بحوزتك خلال الاختبار؟ ماذا قيل؟ ماذا
حدث؟
ح.
اختر المزيد من
المواقف لتختبر فيها قاعدتك، وكرر الخطوات من "ب"الى
"ج" لكل اختبار. اختر مواقف تزيد من درجة مخاطرتك تدريجياً. وكلما حصلت
على المزيد والمزيد من النتائج الإيجابية للموقف، فمن شأن ذلك أن يكسر قواعدك،
وسوف يتغير اعتقادك الأساسي.
اختبر "زيد" قاعدته "لا تجادل" عدة مرات، واكتشف
أن 80% من الناس استمعوا الى جداله باحترام، و0 6% منهم غيروا سلوكهم نتيجة
لجداله، في حين لم ينزعج 20% من جداله أو لم يهتموا به من الأساس. وقد تضمن سجل
" زيد" ردود أفعال الناس، واستجاباته، وتوقعاته. وقد لاحظ أنه رغم أن
بعض الناس هاجموه شخصياً عندما جادلهم، فقد ساعده نجاحه على الحفاظ على مرونته
وصموده عندما واجه أولئك الحمقى.
وبمرور الوقت، أصبحت مواقف اختبار "زيد" أكثر تلقائية. وقد
استخدم مواقف كان يتفاداها في السابق. أنت أيضاً – بمرور الوقت وبالنجاح- يمكنك أن
تستمر في البحث عن فرص لكسر قواعدك. ستكون هناك انتكاسات، لكن البيانات الموجودة
في سجل توقعاتك ستمكنك من تبني وجهة نظر موضوعية لهذه الانتكاسات.
الخطوة السابعة: إعادة صياغة المعتقدات الأساسية
بعد اختبار قواعدك بما يكفي وتسجيل بياناتك في سجل التوقعات، أعد
صياغة معتقداتك الأساسية. عمم المعلومات الواردة في السجل، ولكن مع تضمين حقائق
محددة من شأنها تدعيم تعميمك، وسيكون هذا هو اعتقادك الأساسي الجديد.
أتذكر السيدة التي كان لديها اعتقاد أساسي بأنها أم غير مثالية؟ لقد
أعادت صياغة هذا الاعتقاد ليصبح "أنا أم ماهرة، عادة أنا أم مُحبة ومنضبطة،
خاصة عندما لا أكون مرهقة من العمل".
أ. ضع قواعد جديدة. استخدم معتقداتك الأساسية الإيجابية لصياغة قواعد
جديدة. اكتب المعتقدات على الجانب الأيمن من الصفحة، وقواعدك الجديدة على الجانب
الأيسر. استخدم "انا" بدلاً من "أنت"، مع مراعاة صياغة
القواعد الجديدة في زمن المضارع وليس الماضي، واكتبها في صورة تأكيدات، لا أوامر
أو قيود. وإذا أمكن، ضمن التوقعات مع القواعد، وهنا يمكنك استخدام زمن المستقبل.
وقد بدت صفحة "زيد" على هذا
النحو:
الاعتقاد
الأساسي
القواعد الجديدة
أنا ذكي بما يكفي ويمكنني التفاعل مع أنا قادر على مناقشة
آرائي جيداً، خاصةً إذا فكرت
الناس جيداً. غالبية الناس يستجيبون
لي قبل أن أتحدث.
باحترام عندما أدافع عن أفكاري
بإصرار. بمقدوري قبول
النقد ممن أحترمهم دون أن أشعر
بأنني أحمق.
أستطيع أن أفكر في اعتراضهم وأقرر بنفسي ما
هو صواب منها، وما هو خطأ.
بمقدوري تجميع أفكار مع "تهاني" و "سمر"
والشعور بأنني مقبول.
عندما تكتب قواعدك الجديدة، قد تبدو أنها
تخص شخصاً آخر– شخصاً أكثر إيجابية مما كنت عليه. أجل، فالعمل على المعتقدات
الأساسية يمكن أن يغيرك تماماً. ولهذا السبب قد لا تكون متأكداً من صلاحية قواعدك
الجديدة. لا بأس من ذلك- فسوف تؤكدها عن طريق "سجل الأدلة" الخاص بك.
ب. احتفظ بسجل للأدلة. لتقوية معتقداتك الأساسية الجديدة، احتفظ بسجل
للتفاعلات، والأحداث، والمحادثات، أي شيء من شأنه دعم قواعدك ومعتقداتك الأساسية
الجديدة. لبدء سجل الأدلة الخاص بك، واكتب على جانب الأيمن لورقة ما "ما
حدث"، وعلى الجانب الأيسر "معناه".
وإليك مثالاً من سجل أدلة "زيد"
سجل
أدلة "زيد"
ما حدث معناه
لعبت لعبة بسيطة في حفل ما، ورغم أنني لم أستطيع أن أكون مساوياً
للآخرين في الألعاب التي
أكسب فقد أجبت عن نفس عدد الأسئلة التي تتطلب تفكيراً.
أجاب عنها كل من
"سعيد" و "سمر".
طلبتُ من
"سليم" المزيد من الإعلانات أذا كتبت المهام
الصعبة مقدماً، فبمقدوري أن أفعل
لمعرضي. وقد أعددت ما
سأقوله، وقلته.
ما يفعله الآخرون.
وقد بدوت واسع
المعرفة والاطلاع، ورصد
"سليم"
ميزانية أكبر للمعرض.
إذا كنت تنسى التدوين
في سجلك، فحاول ضبط المنبه ليذكرك كل ثلاث ساعات. احتفظ بدفاتر في أماكن تواجدك او
اجعله دفترا واحدا في جيبك يتنقل معك في كل الامكنة، وقبل أن تنام، قم بمراجعة
يومك بحثاً عن عناصر لتدوينها في سجل أدلتك.
حاول جاهداً إثبات،
وبالتالي تقوية، اعتقادك الجديد باختبار قواعده في مجال محدد. اختر مجالاً ذا
خطورة منخفضة أولاً. ربما تحتاج الى اختبار القواعد مع أمك فقط، أو في الصباح فقط،
أو في المكتب فقط. وفيما بعد، عندما تصبح النتائج أقل خطورة، وتصبح أنت أكثر
ارتياحاً مع اعتقادك الجديد، قد يكون بمقدورك توسيع المخاطرة وتوسيع مجال
الاختبار.
مثال
أرادت "تسنيم"
– التي تعمل موظفة استدعاء بخدمة الطوارئ- العمل في وظيفة أخرى في نفس المجال ولكن
براتب أعلى، ولكنها كانت تخشى الإقدام على التدريب والتقدم لوظيفة أخرى، فقررت أن
تجرب تقنيات اختبار المعتقدات الأساسية للتغلب على ترددها.
قامت
"تسنيم" بالتدوين في سجل الأفكار، واستكشفت ما تنطوي عليه من معان من
خلال التدرج وتحليل الفكرة، واكتشفت أنها كانت تشعر بانعدام الكفاءة وعدم الأمان؛ فقررت أن انعدام شعورها بالأمان ("أنا أشعر
بالأمان") كان له أكبر أثر سلبي على حياتها، وأنها لابد أن تبادر أولاً
بالهجوم على هذا الاعتقاد الأساسي والتخلص منه.
قامت
"تسنيم" باستخلاص قواعد عديدة من هذا الاعتقاد الأساسي، كان من بينها
قاعدة كانت تتمنى اختبارها وهي: "لا تشككي في قدرات رئيسك في العمل إطلاقاً،
وإلا خسرت عملك". وقد كتبت اختبارها الأول لهذه القاعدة بمساعدة زوجها، ثم
أخبرت رئيسها أنها بحاجة لفترة راحة من العمل خلال ساعات الذروة بفترة المساء.
وقد حصلت على ما
تريد، ثم انتقلت الى أكثر الاختبارات خطورة ومجازفة. وفي النهاية، أعادت صياغة
اعتقادها الأساسي ليصبح "أنا أشعر بالأمان في العمل لدرجة معقولة؛ لأنني
ماهرة وأحظى بتقدير واضح لدرجة تكفي لتلبية كل طلباتي".
بحثت
"تسنيم" عن فرص لاختبار اعتقادها الأساسي الجديد وقواعده. وفي النهاية،
تلقت برنامجاً تدريبياً خاصاً وطلبت نقلها لوظيفة أخرى في قسمها، وهي الأن تخطط
للالتحاق بكلية التمريض في وقت لاحق.
ان معظم المشاكل التي
نواجهها في حياتنا تحدث داخل عقولنا كما انها نتيجة لمفهومنا للماضي والمستقبل وقد
عرفنا ان ليس لهما وجود الا في عقلنا الواعي.
عندما يعاني الناس
ذهنياً فإن ذلك يعني عادة أنهم تنتابهم مشاعر سيئة حيال الماضي أو يشعرون أنهم
عالقون في الوقت الحاضر أو يشعرون بالخوف والقلق من المستقبل. أن سلسلة دروسنا هي
حول عملية التغيير نحو الأفضل وقد بدأنا بعملية العلاج وفهم أدوات التغيير التي
عرفناها الى الآن وهي قوة الوعي - قوة العقل الباطن- المشاعر- الأفكار وقوة
المعتقدات وحان الآن الانتقال الى كيفية معالجة الماضي والمستقبل في تفكيرنا من
خلال الأداة السادسة وهي خطوط الزمن وكيفية ترميز الوقت داخل أذهاننا وتأثير ذلك
على سلوكنا وتصرفاتنا. وهذا ما سنعرفه في الأداة السادسة للتغيير في الدرس القادم،
وحتى نلتقي أترككم برعاية الله وحفظه وامانه متمنيا عليكم القيام بالتمرينات
والقراءة المتأنية انها خطواتك الان وفرصتك نحو حياة أفضل تستحقها.
الى اللقاء في الدرس
القادم خطوط الزمن.
أيمن قتلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق