الجمعة، 23 مارس 2018

لماذا تصبح حياتك سيئة؟




مالذي يؤثر على مسيرة حياتك وقرارتك اليومية.؟
يتساءل كثير من الناس لماذا تسوء حياتهم؟ كما يتساءلون كيف استطاع القلة من الناس الانعطاف بحياتهم نحو الأفضل؟
لكي نعرف كيف أصبحت حياتنا على ماهي عليه الآن يجب أن نعرف تأثير نوع المعرفة التي نمتلكها على مجرى حياتنا خصوصاً وعلى مجرى حياة مجتمعاتنا عموماً فالملاحظ أن تلك المعرفة تساهم مساهمة كبيرة في تشكيل حياتنا وقرارتنا اليومية وان أهم وأخطر ثلاثة تحيزات معرفية قد غُرست في عقولنا أو قمنا بتشكيلها عبر خبراتنا وتجاربنا بالحياة هي:
1 – لا يمكنني أن أنجح أو أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك.
للأسف الغالبية العظمى واقعين في هذا المعتقد المقيد للحياة والاعمال والتقدم وكثير من الناس تغيرت حياتهم لمجرد تغيير معتقدهم هذا وقد حققوا الكثير الكثير من النجاحات غير المتوقعة وذلك بفضل ايمانهم بالله اولاً وبقدراتهم ثانية والامثلة على ذلك كثيرة جداً وأسوق في ذلك وأشير الى السيدة هيلين كيلر المرأة التي تعد من أبرز الشخصيات التي ولدت في القرن التاسع عشر والتي تمكنت من قهر الإعاقة المزدوجة التي أصيبت بها بفقد بصرها وسمعها مبكراً لتتحول الى امرأة أسطورة في إنجازاتها
وفي قوتها وفي قدرتها على السيطرة على اعاقتها وتمكنها من التعلم حتى الى مراحل متقدمة في حياتها وعظمة تأثيرها على مجتمعها بعطائها المتميز. ان النجاح يبدأ بخطوة فهل يمكن أن تتخذها؟
2 – لست بحاجة الى أحد أنا أستطيع العمل بمفردي.
النجاح والحياة يحتاجان الى مهارات الاتصال والتواصل وبناء العلاقات المتميزة والتعاون مع الناس فجزء كبير من سعادتنا يأتي من طبيعة علاقاتنا وكذلك الامر بالنسبة الى تعاستنا. فعندما يكون هناك تواصل حقيقي فان ذلك يعني تفتح قلبك وعقلك وروحك ومشاعرك للاحتمالات الجديدة والى الخيارات المتعددة فالنتائج الت تتمخض عن التواصل والتعاون مذهلة حقاً.
من الأخطاء القاتلة اعتقاد الانسان بانه شخص متفرد ومنفرد ولا يحتاج الى مساعدة وتعاطف وتعاون الاخرين معه. الحياة تقوم على الاعتماد المتبادل والتكافل فأنا كما أنت نمتلك نقاط قوة ونقاط ضعف وتعاوننا المشترك يؤدي الى تكاملنا فأنا اعاونك على نقاط ضعفك بما أمتلك من نقاط قوة وكذلك انت تستطيع أن تفعل ذلك مع نقاط ضعفي من خلال نقاط قوتك. ان التعاون والعلاقات الصحيحة التي تقوم على الاحترام والحب والتعاطف تؤدي الى عملية اتصال وتواصل بيننا ترفع الكثير من قدراتنا.
ان التعاون يمثل قانون ومبدأ كوني جوهره يقوم على أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء حيث يصبح واحد زائد واحد لا يساوي اثنان بل يساوي أربعة وربما أكثر.
ان كل ما في الكون في حالة تعاون وتكافل واعتماد متبادل وهذا في حد ذاته يؤدي الى تغيير الكثير من النتائج فمثلا يستطيع كل انسان منا منفرداً رفع وزن عشر كيلو غرام فاذا كان هناك عشرة أشخاص منفردين فان مجموع ما يرفعونه يساوي مئة كيلو غرام وفي تطبيق هذا القانون اذا اجتمع العشرة اشخاص معاً وطلبنا منهم رفع وزن مشترك مقداره ثلاثمئة كيلو غرام لفعلوا ذلك بسهولة وهناك الاف الأمثلة على عمل هذا القانون في الطبيعة والمنظمات والمجتمعات انما بسبب جهلنا وغرورنا نلجأ وبشكل أناني بالاعتماد على فرديتنا. هل يمكن ان تقوم بإجراء التعاون مع من حولك؟
3 – أنا ليس لي دور في هذه الحياة لكي أترك بصمة وأثر.
غالبيتنا لا تقرر مهمة محددة في حياتهم تتيح لهم المجال لكي يتركوا بصمة وأثر لسبب بسيط هو عدم ايمانهم بما يمتلكون من قدرات وعدم فهم حقيقي لمعنى دورهم في الحياة الذي يقتضي ان يقوم كل فرد بترك بصمة وأثر يُخلد ذكراه وان يساهم مساهمة حقيقية في بناء وتحسين نوعية الحياة.
ان في داخل كل انسان شوق طبيعي وحافز ليصنع تلك البصمة، انما لشعوره الخاطئ بالضعف يحول بينه وبين البصمة والاثر. الانسان مخلوق عظيم من خالق عظيم والانسان خليفة الله على الأرض ويجب ان يكون خير ممثل لإرادة الله لكي يقوم بالأعمال العظيمة والنافعة له وللأخرين وللمجتمع فها هو الاقتصادي محمد يونس من بنغلاديش قد ساهم في بلده مساهمة كبيرة في القضاء على الفقر والتشرد لملايين الاسر من خلال تأسيسه بنك خاص (بنك غرامين ) لإقراض الفقراء لكي يحققوا طموحاتهم بعملٍ شريف دون أي ضمانات ائتمانية وقد اعتبر هذا النموذج من العمل البنكي ضرباً من الخيال برأي المصرفيين الا ان الانسان محمد يونس لم يفكر كما يفكر الاخرون لقد كان هاجسه الحقيقي كيف يمكن ان يساعد أبناء بلده الفقراء لكي يتخلصوا من فقرهم وبالفعل استطاع بفعل عمله هذا ان يكون رائداً على مستوى العالم في مكافحة الفقر والعمل البنكي الموجه لمساعدة الناس، فما الذي دفعه الى ذلك ؟ انه ذلك الشوق الدفين بداخله لترك بصمة وأثر تساهم في تحسين نوعية الحياة.
ان التحيزات المعرفية بداخلك وانت مسؤول عنها فهل يمكن ان تقوم بأفعال وأفكار تثبت مع الأيام بانك مخلوق لكي تنجح وبأنك مخلوق لكي تتعاون ولكي تتعلم ولكي تترك بصمة وأثر فهل يمكن ان تفعل ذلك؟
د. أيمن قتلان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق