#الدرس_العاشر_في_التغيير_نحو_الافضل
#دروس_التطوير_الشخصي
#ادارة_الإستراتيجيات
الأداة
السابعة للتغيير هي الاستراتيجيات:
لقد مضى الى الان تسعة دروس تناولنا بها أدوات التغيير الداخلية، وقد كانت على الشكل
التالي:
1 – إدارة الوعي.
2 – إدارة العقل.
3 – إدارة المشاعر.
4 – إدارة الأفكار.
5 – إدارة المعتقدات.
6 – إدارة الزمن.
واليوم نتناول أداة التغيير السابعة والأخيرة من أدوات التغيير الداخلية
والتي هي إدارة الاستراتيجيات.
ان الناس يحصلون على النتائج من خلال أعمالهم والطرق التي ينفذونها بها، ولكل
سلوك استراتيجية، والتفوق والنجاح يتطلب استراتيجيات مختلفة ومتميزة. أما عدم وجود
وقصور الاستراتيجيات فانه يؤدي الى الفشل وعدم القدرة على الاستمرار في النجاح.
الاستراتيجية المنفذة في انتاج السلوك المتميز دليل على استخدام العقل بكفاءة
عالية.
فا الاستراتيجيات هي من تحدد كيف يجب ان نقوم بما نقوم به من أفعال لتحقيق ما نريد كي
ننجح ونتفوق ونتميز ونتقدم نحو الأفضل. ان عدم فهم الاستراتيجيات فهذا تمهيد للفشل
القادم، لان وظيفة الاستراتيجية هي ان تعلمك كيف تؤدي أعمالك لكي تنجح وتتفوق
وتتميز وتتقدم، وكيف تحافظ على نجاحك في ظل المتغيرات القائمة وتعقيدات الحياة
المستمرة.
ان الاستراتيجية هي
توظيف صحيح للموارد الذهنية (الوعي- العقل – المشاعر- الأفكار- المعتقدات – الزمن)
والفيزيولوجية وإدارة الطاقة، وهي أيضا تشمل أنواع التصورات الداخلية والخارجية (بصرية
– سمعية – حسية) والوحدات الحسية الفرعية اللازمة لكل تصور داخلي وخارجي، والنظام
او الطريقة التي تنتظم بها المكونات وتعمل لكي تحقق نتيجة ما معينة.
ان أي نتيجة نرغب
بالحصول عليها تكون محصلة بازغة لاقتران عدد من التصورات الداخلية والخارجية وعدد
من الوحدات الحسية الفرعية، واستخدام محدد للموارد الذهنية والفيزيولوجية مع بعضها
البعض لتوليد نتيجة او حالة ما.
نحن لدينا استراتيجية
لإنتاج كل سلوك في الحياة تقريبا مثل الشعور بالحب، والشعور بالجاذبية والتحفيز
واتخاذ القرار وجمع المال والصحة وبناء العلاقات والانجاز وتحقيق الأهداف والاقناع،
فلكل سلوك استراتيجية تنظمه، وعندما يكتشف الانسان استراتيجيته نحو حالة ما او
نتيجة معينة يرغب بها ولتكن مثلا الحب فان ذلك سوف يمكنه من حفز وتفعيل هذه الحالة
في أي وقت يشاء، وكذلك الامر لأي نتيجة يريدها.
مثال ذلك بشكل عملي
هو مثل انتاج قالب كاتو/ كيك بالشوكولا أو بالكريما.
النتيجة المرغوبة هو
الوصول الى أفضل واطيب قالب كيك بالشوكولا وحتى نفعل ذلك علينا معرفة المكونات الأساسية
والثانوية التي تؤدي الى انتاج أفضل قالب كيك بالشوكولا، ومن ثم معرفة المقادير
بدقة من كل مكون أساسي وثانوي، واخيراً معرفة طريقة التحضير وتسلسل العمل بدقة.
ان الاستراتيجية لكل
نتيجة يرغب الانسان الوصول اليها هي تماما شبيهة بهذا المثال العملي، وهذا ما سوف
يتضح لنا لاحقاً.
كيف تتذكر ارقام التلفون،
وكيف تصنع الشاي، وكيف تكتب رسالة، وكيف تقوم بعملية الشراء، وكيف تؤدي اعمالك،
وكيف تقتنع وتُقنع، وكيف تحب وترتبط؟ ألخ......، ان لكل شخص طريقته الخاصة في كل
هذه الأمور، أي لكل واحد استراتيجيته الخاصة في كيفية أداء اعماله المختلفة، او في
استجابته للمؤثرات وردود افعاله، او في سلوكه.
ان الناس تميل الى
استخدام أجزاء معينة من جهازهم العصبي أكثر من الأجزاء الأخرى فقد يكون هذا الجزء
مثلا بصريا او سمعيا او حسيا، او انهم يستخدمون جميع الأدوات الذهنية او قد
يستخدمون بعضا منها ويتجاهلون الباقي، او ربما لا يستخدمون او يستخدمون أجسادهم
بطريقة صحيحة او ربما لا يستخدمون التسلسل
المنطقي للوصول الى النتيجة المراد الوصول اليها. ان كل ذلك سوف يؤثر على النتائج
التي يحصلون عليها.
بإمكانك ان تحقق
النتائج العظيمة التي تريدها إذا عرفت الوصفة الصحيحة ومكوناتها والمقادير
المطلوبة وتسلسل العمل أي طريقة التحضير لأي موضوع ترغب بإنجازه.
مثلا دقق في عملية
نهوضك من الفراش صباحاً وتوجهك الى العمل ستلاحظ أنك تستخدم أسلوب محدد تكرره كل
يوم وقد يكون اسلوبك صحيح إذا كنت في كل مرة تستيقظ بدون صعوبات، وقد يكون اسلوبك
خاطئ ما دمت تشعر بضيق ونرفزة وتردد بالاستيقاظ وتأخر، او ربما تفضل ان تبقى نائما
لأطول فترة ممكنة. وكذلك بإمكانك ان تجري تدقيق على كافة اعمالك الحالية واعمالك
المحتملة في المستقبل، فاذا لم تجري التعديل المناسب على استراتيجياتك فيمكن ان
تقودك الى الفشل والضياع.
الفروق بين الناس
يكمن في الاستراتيجيات الصحيحة او غير الصحيحة التي يستخدمونها في تنظيم عقولهم
وتنفيذ أعمالهم وردود افعالهم.
الاستراتيجيات تؤدي
الى التغيير التوليدي، فاذا أعطيت شخص استراتيجية أفضل لاتخاذ القرارات وتنفيذ
الاعمال، فإنك بذلك تساعده في كل جوانب الحياة.
ان الاستراتيجيات مثل
رقم الهاتف تسلسل من الأرقام يوصلك الى الشخص المطلوب (النتيجة المعينة). إذا طلبت
الرقم بطريقة خاطئة فإنك لن تصل الى الشخص المطلوب المناسب.
ان العمل مع
الاستراتيجيات يغير الانسان بشكل إيجابي لأنها تعلم الانسان كيف يقوم بالأشياء
بالطريقة الصحيحة.
مكونات
أي استراتيجية:
1-
تحديد هدف محدد ونتائج معينة.
2-
معرفة المكونات الأساسية والثانوية لكل عملية. ( الموارد الذهنية –
التمثيلات الداخلية – وحركة الجسد – ونوعية الطاقة وكميتها).
3-
معرفة المقادير بدقة لكل مكون أساسي أو فرعي.
4-
طريقة التحضير، أي تسلسل العمل الفعلي الذي يؤدي الى النتيجة
المرغوبة.
تصنيف
الاستراتيجيات:
تصنف الاستراتيجيات
الى سبع فئات:
1 – استراتيجية اتخاذ
القرار. (كيف نختار الطريقة التي سنسلك بها من بين عدد من الخيارات).
2 – استراتيجية التحفيز
للعمل والتصرف. (كيف نحفز أنفسنا داخلياً وخارجياً).
3 – استراتيجية الواقع
(كيف نحدد ما هو حقيقي وما نعتقد او نؤمن به وكيف نفسر الواقع وكيف يمكن ان يكون
للواقع سلطة او هيمنة او قوة علينا).
4 – استراتيجية التعلم
وبناء المعرفة (كيف نتعلم أشياء وخبرات جديدة توصلنا الى نتائجنا).
5 – استراتيجية الذاكرة
(كيف نتذكر ونسترجع الأشياء).
6 – استراتيجية التخيل
(كيف نبني صور متخيلة تساعدنا على صناعة مستقبل أفضل).
7– استراتيجية النجاح
(كيف نحقق اهدافنا ونسيطر على أنفسنا ونشعر بالسعادة).
في العادة نحن نقوم
بتنفيذ الاستراتيجيات بطريقة لا واعية، والان ومن خلال التعلم أصبحنا نوعاً ما
قادرين على التحكم باستراتيجياتنا وبتغييرها حتى نصل الى النتائج المرغوبة. كما
انه يمكن لأي واحد منا ان يتخذ شخصية ما كقدوة له تكون قد حققت ما نريد تحقيقه
ويقوم بتقليدها في كل شيء إذا كان هناك توافق بالقيم بينهما او اخذ جزء محدد من
الاستراتيجيات التي تتوافق مع القيم التي نحملها واجراء التعديلات التي تتوافق
وطبيعة الحياة لدينا. ان استعانتك بنموذج قدوة يختصر لك الوقت في عملية التعلم
والتدريب وبناء المهارة. يستطيع الطفل ان يتعلم القراءة والكتابة عندما نعرف
الاستراتيجية الناجحة لذلك ونقوم بتقليدها، وكذلك يمكن ان نفعل مع المهندس والطبيب
والطباخ ورجل الاعمال ولاعبين الكرة والألعاب المختلفة والتدريس وقيادة الطائرات
والقاء الكلمات المؤثرة وكل فعاليات الحياة.
نموذج
النجاح أو ما يعرف بنظام توت T.O.T.E:
كلمة توت هي اختصار من الاحرف الأولى للكلمات التالية باللغة الإنكليزية:
النموذج يتألف من أربع خطوات:
الاختبار الأول Test
التشغيل Operate
الاختبار الثاني Test
الخروج/ الانهاء Exit
نموذج توت
ان نموذج توت قد تم بناءه من قبل ثلاثة علماء نفس سلوكيين في ستينيات القرن
العشرين هم:
1 - جورج ميلر.
2 – كارل بريبرام.
3 – يوجين غالانتر.
هذا النموذج البسيط الفعال يخبرنا عن الطريقة الصحيحة والجيدة التي يجب ان
يتبعها الانسان في حياته حتى يصل الى نتيجة محددة او نتائج محددة ويمكن تطبيق هذا
النموذج في مجالات الحياة المختلفة بطريقة بسيطة وسهلة، كما يعتبر هذا النموذج
مؤشر جيد لفحص مدى نجاحنا وتقدمنا في اعمالنا، وهو مفيد عموماً في:
1 – التخطيط والتصميم وتحقيق الأهداف.
2 – تحديد المسار العلاجي.
3 – التعرف على الاستراتيجية لأي نشاط نقوم به.
4 – التعرف على الاستراتيجية الخاصة بكل فعل ناجح يقوم به اشخاص متفوقين وناجحين،
وبناء المهارة في أي مجال.
نموذج توت يطلق عليه محرك السلوك الاولي وهو الرغبة بالانتقال من الحالة
الراهنة الى الحالة المستقبلية الأفضل، وذلك بالقيام بعدد من العمليات التشغيلية،
ومن بعدها نختبر النتيجة التي حصلنا عليها هل تتطابق مع الحالة التي نريدها فاذا
كانت كذلك نخرج من الموضوع ونعتبر أنفسنا باننا قد حققنا الهدف المراد، وان لم يكن
كذلك نعود من جديد لفحص العمليات التشغيلية والإجراءات التي قمنا بها ونجري عليها
تعديلات مناسبة ونستمر بذلك حتى يتحقق ما نريد.
مثال حول استخراج استراتيجيتك في موضوع العمل:
الاختبار الاولي: يعمل كمحفز لبدء الاستراتيجية. انت ترغب على سبيل المثال
بتنفيذ عمل ما وليكن كتابة كتاب. ففي الاختبار الأول قد ترى صورة داخلية او تسمع
صوت ما بداخلك او تشعر بشعور ما يجري في جسدك.
التشغيل/ العمليات: عند مرحلة التشغيل نتصل بالمعلومات اما داخليا بالتذكر
والتخيل او خارجيا من خلال جمع المعلومات عن كتابة الكتاب، وفي هذه الحالة تتضمن
ما الذي يجب ان تقوم به حتى تنجز هذا الكتاب؟ هل تتشكل لك صور لكتب وكُتاب؟ وماهي الإمكانيات
المتوفرة؟ وما هي نقاط ضعفك وقوتك في هذا المجال؟ هل يكون ذلك عبر حديث ذات وصوت
داخلي؟ وهل يترافق ذلك بمشاعر ما تنتابك.؟
الاختبار الثاني: وهو يتضمن اجراء مقارنة بعض جوانب المعلومات المحصلة
والمعايير التي تم تبنيها خلال الاختبار الأول. وهنا تقارن بين الكتاب الذي تصورته
في ذهنك والكتاب الذي أنجزته هل هما متطابقان، وهنا تشعر بالإيجاب او ببعض
السلبيات.
الانهاء/ الخروج: وهو نقطة القرار، ويتضمن نتيجة الاختبار، فاذا كان
الكتاب كما توقعت وأفضل مما توقعت فتكون مهمتك قد أنجزت تماما. وإذا لم يكن كذلك
تقوم بإجراء التعديلات المناسبة.
تدريب عملي:
احضر ورقة وقلما.
حاول اكتشاف استراتيجيتك في عملية الشراء
باستخدام النموذج التالي:
1 – هل تستطيع تذكر وقت كنت فيه متحفزاً
للشراء تماماً؟
هل تستطيع تذكر موقف محدد؟
2 – وانت تعود لذلك الموقف الآن:
هل كان شيء رأيته؟
أم شيء سمعته؟
أم شيء لمسته أو أحسست به؟
3 – بعدما (رأيت – سمعت – أحسست) بذلك، ماذا
كان ثاني شيء حدث جعلك تتحفز تماماً؟
هل كانت صورة في ذهنك ام صوت في نفسك ام إحساس
معين، ماذا حدث بعد ذلك وجعلك متحفزاً تماما للشراء. اتمم ذلك.
4 – ماهي الإجراءات التي قمت بها لكي تشتري؟
ماهي الخيارات التي بحثت عنها؟ كيف تولد خياراتك؟ متى اتخذت قرار بالشراء؟ ماهي
العقبات التي تواجهك في عملية الشراء؟ متى تكون مرتاح لعملية الشراء وتشعر بالرضا؟
5 – هل اشتريت فعليا ما تريده؟ إذا اشتريت
تكون قد انهيت النموذج، وإذا لم تشتري فعد الى العمليات مجدداً واعرف لماذا لم
تشتري؟ اعد بناء خياراتك وقم بتعديل استراتيجيتك. ثم تابع حتى النهاية حتى تصل الى
ما تريد وتشعر بالرضا والراحة.
يستطيع أي انسان استخدام نموذج توت من اجل النجاح في أي موضوع
يطرقه بإذن الله، كما يمكن له التعلم من نماذج الاخرين التي حققت نجاحا وتميزا لأصحابها
من خلال المحاكاة والتقليد لهم.
ان فهم دقائق الأمور
في تنفيذ الاعمال وردود الأفعال والاستجابات المناسبة للحصول على المهارة المطلوبة
والتميز والنجاح في اقل زمن ممكن قد كان عبر
أداة الاستراتيجية والتي كانت الأداة السابعة والأخيرة من أدوات التغيير الداخلي،
والان حان الوقت للانتقال الى التغيير الخارجي عبر اداتين هامتين
هما.....................
وهذا ما سنعرفه في الدروس القادمة، وحتى نلتقي لكم كل
الحب والود والاحترام والتقدير.
أيمن قتلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق