السبت، 9 سبتمبر 2017

اداة التغيير الاولى قوة الوعي


الدرس الرابع في التغيير.
ملخص الدرس الثالث في التغيير.
ان عملية التغيير تتوجه الى بناء الانسان المتكامل روحيا وعقليا وعاطفيا وجسديا لذلك أقول ان أي تغيير لا يتناول الجوانب الأربعة للإنسان هو تغيير ناقص وغير مكتمل.
ان عملية التغيير تحتاج الى تسعين يوم من المثابرة والعمل المستمر، وعملية التغيير تتألف من خمس مراحل:
المرحلة الأولى: تشمل التحمس والحماسة والتأهب والتأمل وعقد النية.
المرحلة الثانية: تشمل الاستعداد والتجهيز والتفكير والتخطيط قبل التحرك.
المرحلة الثالثة: تشمل على العمل الفعلي وبذل الجهد والقيام بالحركة.
المرحلة الرابعة: تشمل المثابرة وكيفية التعامل مع العقبات.
المرحلة الخامسة: تشمل بجعل التغيير عملية مستمرة.
ان الذي نرغب بتغييره على الأكثر يشمل المواضيع التالية:
-      العادات السيئة.
-      المعتقدات السلبية.
-      المشاعر السلبية.
-      الذكريات السيئة.
-      تحسين الوضع الصحي.
-      تحسين الوضع المالي.
-      بناء العلاقات الصحيحة ومنح الحب والحصول عليه.
-      الاستمرار بالتعلم. تعلم من اجل الحياة وحياة من أجل التعلم.
-      ترك بصمة وأثر في الحياة.
كما اننا عرفنا ان:
مداخل التغيير:
1-             داخلي: يشمل الروح والعاطفة والعقل.
والداخلي يحتوي بالتفصيل على بناء قوة الوعي وبناء قوة العقل الباطن وإدارة المشاعر وكيمياء الدماغ وتعلم خصائص الأفكار وتكوين المعتقدات الجديدة وبناء اليقين والتعامل مع الزمن وفهم الزمن.
2-             خارجي: يشمل التنفس والغذاء وتوليد الطاقة والحركة ونبرة الصوت.
واليوم نستكمل دروسنا مع التغيير الداخلي والذي يعتمد بالأساس على:
1 - قوة الوعي والتي هي تمثل جذور العقل البشري.
ان حياة الانسان لا تقاس بعدد السنوات التي يعيشها، وانما بنوعية الإنجازات العظيمة التي حققها خلال سنوات حياته، فكم من أشخاص عاشوا طويلا لا يستطيع أحد ان يذكرهم، وكم من اشخاص كانت حياتهم قصيرة انما انجازاتهم كانت عظيمة وكبيرة. (أحد الخلفاء المسلمين حكم لمدة تزيد عن خمسين عاما، فمن يكون؟)
وهناك أيضا خليفة حكم لمدة لا تزيد عن سنتين ونصف وكان له الكثير من الإنجازات، فمن يكون؟
عندما أسأل هذا السؤال في برامجي التدريبية في كل الأماكن التي علمت ودربت بها كان من السهل جدا اكتشاف شخصية الخليفة الثاني، كما كان من الصعب جدا اكتشاف شخصية الخليفة الأول؟ لماذا؟
ما لذي يشكل فرقا في الحياة بين الشخصية الأولى والشخصية الثانية؟
أولا: انها المعرفة والوعي ومعنى الحياة وهذه مجتمعة نسميها قوة الوعي وهي طاقة إيجابية يستطيع ان يمتلكها أي انسان لمجرد فهمها والعمل عليها، وكذلك انت تستطيع ان تمتلكها وتعمل عليها بعد ان تفهمها.
ثانيا: انها الإنجازات العظيمة المرتبطة بالمبادئ الأساسية، وهذه أيضا تستطيع ان تمتلكها ولا أحد يمنعك في ذلك الا نفسك.
إذا ان الذي يشكل فرقا في حياة الناس هو مقدار ونوعية الطاقة التي يستخدمونها ونوعية الإنجازات التي يحققونها.
ان قوة الوعي المتمثلة بالمعرفة والوعي نفسه ومعنى الحياة هي مسألة يستطيع أي شخص أن يمتلكهم بالتدريب والتعلم ويكون بذلك قد امتلك الطاقة الإيجابية وهذه الطاقة الإيجابية هي التي تصنع المستقبل الافضل الذي يتمناه الانسان ويحلم به.
ان الأداة الأولى في التغيير هي قوة الوعي المتمثلة بالمعرفة والوعي ومعنى الحياة.
لتقف قليلا لتسأل نفسك هل انت واع الان؟ كيف؟
ان قوة الوعي تشمل:
-       المعرفة: المعرفة قوة والقوة معرفة والمعرفة هي التي تبدل الوعي وهي تمثل روح الحياة فلا حياة بدون معرفة ولا معرفة بدون حياة، فاذا اردت ان تعيش حياة صحيحة فيجب ان تعرف فهناك اتصال وثيق بين المعرفة والحياة، والمعرفة المطلوبة هي المعرفة بالذات فلا يوجد حقيقة أسمى من أعرف نفسك لأنك ان لم تعرف نفسك لن تعرف شيء عن الكون وعن الله سبحانه وتعالى وصدق من قال من عرف نفسه فقد عرف ربه.
-       الوعي: الوعي طاقة، وهو نوع من المعرفة الخاصة التي تهتم بالشعور بما يحدث وبالشعور بالذات وكيف نشعر وكيف نفكر وكيف نبني التمثيلات الذهنية او التصورات الذهنية التي توجه الأفعال والسلوكيات والتصرفات من خلال المبادئ الأساسية الثابتة الراسخة ومن خلال القيم والفضائل والمعتقدات الصحيحة والاهداف والاستراتيجيات.
-       معنى الحياة: ما لذي تمثله لك الحياة وماذا تعني لك؟ لماذا انت تعيش؟
ان الذي يمتلك أسباب عظيمة لكي يعيش، يمكنه ان يتحمل أي شيء في الحياة مهما كان وذلك في سبيل تحقيق المعنى الذي اوجده لحياته، فالحياة العظيمة للإنسان تنسجها غايات عظيمة ونبيلة وشريفة تفوق تطلعاتنا الشخصية الضيقة، انه الشغف والحماس والرغبة في ترك بصمة وأثر تخلد ذكرانا عبر انجازاتنا العظيمة التي تنتمي الى ما هو انساني وحضاري ونبيل وشريف، انه يمثل ما لذي نرغب ان يذكرنا به الناس عندما نغادر الحياة.
ان الشخص الذي لا يمتلك معنى ومغزى للحياة واضح في ذهنه لن يستطيع ان يبني حياته بشكل صحيح ولن يستطيع تحقيق أهدافه، كما انه لن يستطيع ان يواجه تحديات وصعوبات الحياة وآلامها. ان معنى الحياة ومغزاها يمنحنا القدرة لنكون في حالة تحفز ونشاط مستمر ومثابرة لكي ننجز المعنى الذي اخترناه لحياتنا.
ان تصرفات الانسان وأفعاله وسلوكه في الحياة أيا كان فهو دليل على امتلاكه المعرفة الصحيحة، والوعي المتمثل بالشعور الصحيح بالحياة والعالم، وأيضا هو دليل على مدى فهمه لمعنى ومغزى الحياة فلكل انسان دور عظيم وواجب ومهام مكلف بها، والله سبحانه وتعالى قد زود جميع البشر بثلاث أدوات عظيمة تمثل قوة كبيرة لكل انسان في حال استخدامها ليتمكنوا من تحقيق ما هم مكلفين به لإعمار الأرض وجعلها مكان عظيم للعيش به وتحقيق العدل والحب والسلام والتعاون والرحمة والتعاطف وهذه الأدوات هي:
1 – حرية الاختيار وقوة الإرادة. انت حر في اختيار ما تشاء، فأنت لست ضحية الظروف او البيئة. انت تستطيع ان تختار وجهة حياتك والى أين تريد ان تصل او لاتصل. ان قدرتك على الاختيار وقوة الإرادة تمنحك الفرصة الان لتغيير حياتك نحو الأفضل وبناء مستقبلك وبناء على ما تختار الان يتحدد مصيرك، فاذا لم تختار فانت أيضا تكون قد اخترت الا تختار.
ان هذه القدرة تعني اننا لسنا مجرد نتيجة لماضينا، او نتيجة للطريقة التي يعاملنا بها الاخرون، لا شك انهم يزعجوننا انما لا يحددون مصيرنا. ان الانسان ليس معزولا عن البيئة التي يعيش بها وهو يتفاعل معها بصورة دائمة، والبيئة ليست هي التي تحدد تكويننا لأننا نحن نمارس الإرادة الذاتية على هيئة حرية التصرف بناءً على اختياراتنا نحن وقراراتنا فانت تستطيع ان تختار وتقرر الطريقة التي يجب ان تتعامل بها مع الاحداث والظروف والمشاكل اما بالاستسلام او بالتحدي والمعالجة. الانسان يمتلك الحرية في الاختيار والقرار بالتصرف حيال ما يجري فما بين المثير والاستجابة تكمن حرية الاختيار.               
إذا كنا طوال ما مضى كنا نتخلى فيها عن حاضرنا لصالح ماضينا فهل نحن الان مضطرين ان نتخلى عن مستقبلنا.
2 – المبادئ الراسخة الثابتة وهي تمثل القوانين الطبيعية التي تحكم سلوكنا وتصرفاتنا، انها مبادئ يتم العمل بها في كل زمان ومكان وهي بديهية ومن المسلمات التي لا تتطلب برهان على صحتها لأنها صحيحة بذاتها ولا تتأثر بفعل من ينتسبون اليها او لا ينتسبون وهي التي تحدد الصواب من الخطأ وهي ثابتة لا تتغير بتغير الزمان او المكان وهي تمثل السلطة الحقيقية في الكون، وهي التي توجه خياراتنا وارادتنا للفعل الصحيح وهي التي تربطنا مع بعضنا البعض لو اختلفنا بالدين والمذهب والطائفة والجنسية. انها مجموعة القيم والمبادئ الجوهرية والتي بدونها نفقد الاتجاه الصحيح وبدونها تصبح حياتنا بلا معنى ولا مغزى ولا قيمة وبدونها نشعر بالخواء والضياع واللاوجود ونصبح مشتتين وفاقدين للاتجاه لأنها تمثل البوصلة التي ترشدنا عندما نتوه، انها شبيهة بالقوانين الطبيعية التي يمثل فهمها انجاز لتحقيق النتائج السليمة وتجاهلها يجلب لنا العواقب التي لا تحمد عقباها.
انها المبادئ متمثلة بالعدل والحب والسلام والحرية والصدق والأمانة والاحترام واللطف والرحمة والعلم والابداع والخير والجمال.....ألخ
ان العواقب تحكمها المبادئ، والسلوك تحكمه القيم. وان ضميرنا هو المكان الذي توجد به تلك المبادئ والجميع يمتلك الضمير، انما يكمن الاختلاف فيما إذا كنت مفعل لهذا الضمير ام لا. إني آمل ان يكون مفعل.
3 – القدرات العظيمة التي يتمتع بها كل البشر وهي متمثلة في أربع قدرات وهي:
1 – القدرة الروحية متمثلة بالذكاء الروحي وهي الطاقة التي تمد الانسان بالقوة لكي يحقق السبب الذي يعيش لأجله والذي يجعل لحياته معنى.
2 – القدرة العاطفية متمثلة بالذكاء العاطفي وهي الطاقة التي تمد الانسان بالقوة لكي يحول التهديد الى تحدي.
3 – القدرة العقلية/ الذهنية المتمثلة بالذكاء العقلي وهي الطاقة التي تمد الانسان بالقوة على التركيز والتفاؤل الواقعي والكثير الكثير.
4 – القدرة الجسدية والمتمثلة بالذكاء الجسدي وهي الطاقة التي تمد الانسان بالقوة على الفعل والتنفيذ وتحقيق الأهداف.
ان الحياة الصحيحة لكي نعيشها صح علينا بتحقيق هذه الشروط سواء كان على المستوى الشخصي ام على المستوى المجتمعي وهذه هي الشروط للحياة الصحيحة:
1 – امتلاك المعرفة متمثلة بالعرفان وهي حالة معرفة الذات.
2 – امتلاك الفضائل متمثلة بالمبادئ الثابتة التي نحولها الى أفعال حقيقية في تصرفاتنا وسلوكياتنا وان تصبح هي صفاتنا الشخصية.
مثلا تحويل العدل بالعمل لتكون عادل.
الصدق تحويله بالعمل لتكون صادق.
الأمانة لتصبح امين.
السعادة لتصبح سعيد.
3 – ان تكون كافة الأفعال التي نقوم بها هي موجهة للصالح العام قبل الصالح الشخصي لتحقيق المنفعة العامة قبل المنفعة الخاصة والقيام بالواجب أساس للحق.
4 – ان نقصد الكمال والجودة في حياتنا وحياة الاخرين وان نتصرف بدون أخطاء بحق أنفسنا وحق الاخرين بالاعتماد على الحكمة بتطبيق المبادئ والقيام بالتدريب والمثابرة لرفع قدراتنا بصورة مستمرة.
ان العظمة الإنسانية وفهمنا للطبيعة البشرية وتطبيقنا للمبادئ وشروط الحياة الصحيحة هو سبيلنا للانتصار على المعاناة والصعوبات والالام والتحديات والمشاكل التي تواجهنا في كل لحظة من لحظات الحياة وهي سبيلنا لبناء المستقبل الأفضل والتغير نحو الافضل يجب ان نغير اتجاهنا في الحياة بان نعيد السؤال الى أنفسنا ماذا نحن قدمنا للحياة؟ بدل ان نسأل أنفسنا ماذا قدمت لنا الحياة؟
ان المعرفة تولد الوعي والوعي يولد الأشياء.
تدريبات اليوم:
-       لماذا انت موجود ما هي أسباب وجودك؟ ماهي البصمة والاثر الذي ترغب بتركهم بالحياة.؟
-       قم بصياغة مبادئك الجوهرية.
-       حدد اهم الفضائل التي ستعمل عليها وقم بإظهارها في سلوكك بمعدل كل أسبوع فضيلة وسجل يوميا نتائجك عن استخدام الفضيلة
مثال اذا اخترت مبدأ الصدق فالفضيلة ان تكون صادق.
-       تنفيذ ذلك على مدار أسبوع بان تلتزم يوميا بالصدق بالطبع هذا تمرين وهو من المفترض ان نكون صادقين طوال الوقت. سجل في نهاية كل يوم مدى التزامك بذلك ومتى تخرق الفضيلة. اكتب في دفترك كل أسبوع فضيلة وقم بتطبيقها وكن واعيا بها حتى تصبح صفاتك الشخصية تماما متماثلة مع الفضائل.
أتمنى لكم أيام سعيدة والى اللقاء في الدرس القادم مع أداة التغيير الثانية المتمثلة بالعقل الباطن. دمتم بخير جميعا.
أيمن قتلان





     
  













هناك تعليق واحد:

  1. احسنتم بارك الله بجهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم

    ردحذف