الموضوع: إدارة المشاعر
في الدرس الخامس كان التركيز على الأداة الثانية من
أدوات التغيير والتي كانت متمثلة في قوة العقل الباطن والتي كان من
الضرورة بمكان الانتباه اليه والعمل على توظيفه لخدمتك والاستفادة من الطاقة
الكبيرة الموجودة به، حيث يمكن تشبيه العقل الواعي بالفلاح النشيط والعقل الباطن
بالأرض الخصبة المعطاءة والتي تعطيك المحصول الوفير بحسب ما تزرعه في ارضك،
وبمقدار ما تعتني بها وترعاها، وفي العادة أي فلاح نشيط لديه ارض يبادر قبل ان
يزرعها الى تعشيبها وحرثها وإزالة الأحجار والموجودات التي تعيق نمو المحصول والتي
هي عادة تتمثل بالأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة والمشاعر السلبية والعادات
السيئة، ومن بعدها يقوم على اختيار البذور الجيدة التي سوف يزرعها في هذه الأرض
الخصبة التي تم تهيئتها بشكل صحيح، والبذور الجيدة هي التوكيدات الإيجابية
والتوقعات بالوفرة واختيار الأهداف المناسبة التي تحقق رغباتنا والتي تلبي
احتياجاتنا. وكنا قبل ذلك قد تعلمنا عن الأداة الأولى في التغيير
والتي كانت تتجسد في قوة الوعي عبر بناء المعرفة وفهم الوعي وإيجاد معنى للحياة.
اليوم نستكمل مع الأداة الثالثة في التغيير والتي تعتبر
من الأدوات الهامة والتي يجب الانتباه اليها بشكل كبير والعمل عليها بتروي وهدوء
وهذه الأداة تتمثل في:
إدارة المشاعر:
((المشاعر
مرشد حكيم لتطورنا ونمونا وبقائنا))
ان المعلومات والنيات الطيبة وحدهما لا تستطيعان احداث
التغيير الدائم بل نحتاج الى حشد مشاعرنا وتوظيفها في عملية تغييرنا نحو الأفضل.
ان الناس يتغيرون نحو الأفضل حين تجبرهم مشاعرهم على مواجهة الحقائق والوقوف وجها
لوجه مع الواقع فكل احداث الحياة يترافق معها المشاعر سواء كانت المشاعر سلبية او
إيجابية، وهذه المشاعر سيكون لها دور كبير في توجيه افكارنا وسلوكياتنا وتوجهاتنا،
وهي التي سوف تمدنا بالطاقة النوعية اما سلبا او إيجابا.
ما أنت الا مشاعرك، وشعورك حيال نفسك الان وفي هذا الوقت
وفي هذا المكان هو ما يحدد جودة حياتك، فأنت تعيش في مشاعرك، وسعادتك وازدهارك
يعتمدان على ما إذا كنت تحب شعورك أم لا.
ولكي تقدم أفضل أداء لك والذي يحقق لك النتائج العظيمة
فهذا يتطلب منك ان تراودك مشاعر سارة وإيجابية من الاستمتاع والحماس والحب
والإيثار والتعاطف والرحمة، وعلى العكس فإن مشاعر مثل الغضب والحزن والخوف والقلق
والتوتر والإحباط والغيرة والحقد والقرف والعجز تبث فينا احساساً سُمياً يملأ
جسمنا بالكورتيزول الذي يسبب لنا الكثير من الامراض.
إذا فهمت كيف تعمل مشاعرك سوف تفهم كيف تتطور شخصيتك وما
لذي يحرك افكارك وسلوكياتك وتصرفاتك. ان عدم فهمك لمشاعرك سوف يبقيك لغزاً امام
نفسك.
المشاعر الأساسية:
هناك شعوران أساسيان تدور حولهما كل المشاعر، وهما السعادة
والألم وحسب زمن وقوع الحدث يمنح الشعور أسمه، ولدينا هنا نوعان رئيسيان
للمشاعر:
1 – المشاعر الإيجابية وهي التي تعزز الأداء
الأفضل لتحقيق النتائج وتقسم حسب وقوعها زمنيا الى ثلاثة اقسام:
أ – السعادة تجاه المستقبل نسميها ترقب وإيثاره.
ب – السعادة الناشئة في الحاضر نسميها فرح.
ج – السعادة التي حصلت في الماضي نسميها رضا.
إذا تكون مشاعر الرضا للماضي، ومشاعر الفرح للحاضر، ومشاعر
الإثارة نحو المستقبل. وهذا ما يجب ان نعمل عليه طوال الوقت.
بناء المشاعر الإيجابية أفضل وسيلة للتحكم بمشاعرك
((السعادة
واجب وليس اختيار))
ان التحكم الجيد بالمشاعر يعني القدرة على التحكم
بكيمياء الدماغ والجسم، فعندما تكون خائفا ومتوتراً تكون الكيمياء المسيطرة هي
تابعة لهرمون الادرينالين الذي يوقف افراز الناقل العصبي الدوبامين في الدماغ حيث
يؤدي ذلك الى ظهور الإحباط وعدم الرغبة بالعمل والحركة وانخفاض النشاط والحيوية،
وعندما تكون فرحا وسعيداً فان الكيمياء المسيطرة تكون تابعة لهرمون الاندورفين
الذي يعمل على إطلاق الناقل العصبي الدوبامين في الدماغ والذي يعمل على بث الحيوية
والنشاط ويرفع الحافز لديك للعمل والانجاز.
إجراءات عملية للشعور الجيد:
1-
ممارسة الرياضة بشكل مستمر.
2-
ممارسة التنفس والاسترخاء.
3-
التغذية الجيدة وخصوصا تناول الموز والمكسرات وبذور السمسم وعصير البرتقال
والفاصولياء والحبوب الكاملة والزبيب والخضراوات الورقية والسمك والبيض.
4-
النظافة الشخصية واستخدام العطور المحببة اليك.
5-
الرحلات الجماعية والعائلية بشكل منتظم.
6-
النوم بشكل كافي بما لا يقل عن سبع ساعات ولا يزيد عن الثمانية.
7-
تنظيم الاعمال والقيام بالواجبات وتفعيل حالة التعاون والحب والتعاطف مع
الاخرين.
2 – المشاعر السلبية وهي المشاعر التي تعمل على
تثبيط همتنا وأدائنا وتفاؤلنا وتخفض من مستوى جودة حياتنا وقدرتنا على الإنجاز
وتضعف طاقتنا وتسبب لنا الألم وتقوض كفاءتنا وجدارتنا. وهي ثلاثة اقسام بحسب زمن
وقوعها:
أ – الألم الناشئ من التفكير بالمستقبل يتمثل في القلق
والخوف. ان الألم هنا لم يقع بعد الا في ذهننا.
ب – الألم في الحاضر يتمثل بالجرح، والجرح هنا هو حزن
وخيبة أمل واحباط .... وهو من أحداث اللحظة الواقعية، والضرر الذي يحدثه يتحدث عن
نفسه، والجرح هو أكثر المشاعر واقعية.
ج – أما الألم الذي حدث في الماضي فهو يتمثل بالغضب،
والغضب هو سخط نتيجة جرح، وهو يتطلب دائما شرحاً حول علاقته مع الأسباب التي أدت
الى هذا الجرح.
حين يتحول الغضب الى ذاتك يسمى شعوراً بالذنب،
وهذا يتطلب منك طاقة نفسية كبيرة لكتمان ذلك الغضب، ونفاذ الطاقة النفسية لديك في
كبت الغضب تحيل غضبك الى اكتئاب، وكلما زاد كتمك لمشاعرك بداخلك ازددت
اكتئاباً.
أعرف شعورك:
((من يستطيع ان يمتلك فهماً لمشاعره فسوف يكون قائداً لحياته))
ان الهدف من معرفة مشاعرك هو من أجل معالجة السلبي منها
وتوظيف الإيجابي لدعم عملية التغيير نحو الأفضل.
من المهم لكل انسان ان يتمكن من معرفة مشاعره في كل لحظة
وان يمتلك القدرة على تسمية ذلك الشعور الذي ينتابه
هل هو قلق أم خوف أم جرح أم احباط وخيبة أمل أو حزن أم
غضب أم شعور بالذنب أم اكتئاب.
من المفترض ان الانسان الا يكون في حالة يأس مع مشاعره،
لان الشخص المتردد في قبول مشاعره هو ما يجعل من هذه المشاعر مشكلة ومعاناة له.
إذا لم تعترف بألمك وخوفك وقلقك وجرحك واحباطك وحزنك وخيبة أملك وغضبك وشعورك
بالذنب فإنك لن تفهم ذاتك. تعلم منذ الان على تقبل نفسك كما هي، وقم بالسيطرة على
مشاعرك السيئة، فكل شيء أصبح متاح لك وفي خدمتك، وما عليك الا ان تبذل الجهد في
سبيل ذلك. (لمزيد من المعرفة الرجاء مطالعة كتاب الذكاء العاطفي لدانييل غولمان،
وهو موجود على النت مجاناً).
اننا ميالون كبشر عاقلين لتجنب الألم والخوف، ومن
الناحية النفسية فان هذا يعني إنكار للخوف ورفضه، فنحن نحاول ان نقنع أنفسنا بأننا
لا نحتاج الى التغيير، أو انه نقوم بعملية التأجيل المستمر لذلك. ان عواقب عدم
التغيير نحو الأفضل ستظهر ان عاجلاً أو آجلاً في مناحي حياتك المختلفة.
كيف تتشكل المشاعر:
تتشكل المشاعر بسبب مثير / ظرف: سواء كانت سلبية أو
إيجابية وحسب نوعية وطبيعة المثير أو الظرف.
1 – مثير داخلي (حواس داخلية) وهي عبارة عن تمثيلات
داخلية وتجسيدات ذهنية ناشئة عن الذكريات أو بسبب الخيال أو بسبب الكلمات والحوار
الذاتي أو بسبب الشعور الداخلي أو بسبب الصور التي يتم انشاؤها كفيلم سينمائي داخل
الذهن. (كل هذه العمليات هي عمليات ذهنية وعلاجها علاج أيضا ذهني).
2 – مثير خارجي / ظرف خارجي وهو يشمل الاحداث الواقعة
فعليا في الحقيقة، حيث تدخل الى الجسم عبر الحواس الى العقل الانفعالي (الجهاز
الحوفي) ويتم تسجيلها هناك وبعيدا عن العقل الواعي الذي يكون بسبب طبيعة الحياة
التي نعيشها في اغلب الأحيان في حالة تنويم حيث تكتسب الاحداث المسجلة معناها ضمن
العقل الانفعالي بطريقة غير صحيحة وبعيدا عن المنطق والعقل وتخزن في الذاكرة كما
تم تفسيرها في العقل الانفعالي ليرتفع رصيد الذكريات المسجلة وبشكل تراكمي.
3 – من خلال تبني فيزيولوجيا غير مناسبة والمتمثلة في
نوعية الطعام غير المناسبة والتنفس غير الصحيح وحركات الجسد وطريقة امالة الراس
وتعابير الوجه والحركة عموما ودرجة ميل الاكتاف. كل هذه الفيزيولوجيا لها تأثير
كبير على نوعية مشاعرنا فمثلا امالة الرأس نحو الأسفل يعطي انطباع للدماغ بأن
صاحبه في حالة حزن فيأخذ الدماغ الحالة التي تناسب تلك الحالة المسجلة لدى الدماغ.
حاول ان ترفع رأسك عاليا وزد من حركتك ستلاحظ ان نوعية المشاعر ستتبدل الى
الإيجابية.
اننا كائنات تفكر من خلال مشاعرها. جسدنا متصل بعقلنا
فلا انفصام بينهما فما يؤثر بالجسد يؤثر بالعقل وما يؤثر بالعقل يؤثر بالجسد.
عندما يقول أحدهم أنا محبط يجب أن نسأله اين بدأ هذا
الشعور وأين شعرت به لأول مرة في جسدك والى اين انتقل.
حياتنا كلها مشاعر فكل احداث الحياة تكون مغلفة
بالمشاعر، وهنا يكمن السر العظيم في العلاج وفي طرقه بأننا نركز على المشاعر،
لأننا لا نستطيع الغاء الاحداث المادية، وانما نركز على تغيير معنى الحدث وإلغاء
المشاعر المرافقة للحدث فيصبح الحدث المادي الواقع بمعنى مختلف ومشاعر عادية أو
مشاعر محايدة.
الاحداث لا يمكن الغاؤها سواء حدثت بالماضي او تحدث الان
او يمكن ان تحدث بالمستقبل نحن فقط نتحكم بالمعنى والمشاعر المرافقة للحدث وهذه
العملية كفيلة بإعادة تسجيل الاحداث بطريقة جديدة في الذاكرة.
ان السيطرة على عملية الواقع وتسجيل الاحداث ومعالجة
المدخلات في الحاضر هو المهم بالنسبة لك منذ الان لأنه سيتحول الى ماضي بالذاكرة
فاذا تم تخزينه كخبرة جيدة وهذا أفضل ما يمكن أن يكون فإن ذلك يمنحنا الشعور الجيد
وعلى العكس إذا تم تسجيله كخبرة سيئة فان ذلك سيمنحنا شعور سيء.
المهم دائما ان نتعلم كيف نفسر الاحداث بطريقة تمنحنا
القوة وليس الاستسلام أو الشعور بأنك ضحية، فلا يزال هناك فرص أمامنا كثيرة وهذا
يعتمد على الطريقة التي نفسر بها الاحداث التي من خلالها يتم تسجيل الاحداث في
الذاكرة عبر العقل الانفعالي انها مسألة تعلم وتدريب مستمر للسيطرة على الانفعالات
والمشاعر المرافقة للأحداث.
ان السيطرة على مشاعرنا تعني اننا نستطيع اختيار المشاعر
التي نريد ان تمنحنا القوة بدل ترك العالم الخارجي ان يكون هو من يحدد لنا
مشاعرنا، ففي كل تجربة نعيشها يكون هناك ثلاثة مكونات ترافقها المشاعر والأفكار
والسلوك، فالمشاعر والمزاج والعاطفة هي تعبير عن حالتنا الداخلية بينما الأفكار
والحوار الذاتي يمثلان عملية المعالجة الداخلية، واما السلوك الخارجي فهو تعبير عن
وضعية الجسم وفيزيولوجيته. هذه المكونات الثلاثة مترابطة مع بعضها البعض وبشكل
وثيق.
غالباً ما تتحدد نتائجنا النهائية وفقاً لمشاعرنا، لذلك
من الواجب عليك ان تكون سعيدا وتشعر بالرضا والرخاء والثقة بالنفس وحتى يكون لك
ذلك يجب ان تسعى جاهداً للتعلم والتدريب على التحكم بمشاعرك.
بناء الإحساس الرائع:
يمكن لأي انسان تحديد تجربة مرجعية كوسيلة للتدريب
والتعلم حول الإحساس والمشاعر بالاعتماد على تجربة محددة حدثت في مكان وزمان
محددين في حياتك وكانت ممتازة وبإمكانك استرجاعها.
ان التجربة المرجعية بمثابة معيار اختبار وثيق الصلة مع
التجربة الحسية التي كنت تختبرها حول ما كنت تراه وتسمعه وما كنت تشعر به عبر
البحث عن ذكرياتك الجميلة، ولا يوجد أحد الا ولديه على الأقل بعضاً منها.
قم بإجراء التمرين التالي من اجل الحصول على الإحساس
الرائع واعتبر ذلك مرجع معياري للمشاعر الجميلة وكيفية بنائها والحصول عليها كلما
لزم الامر ذلك انها تدريبات ذهنية لأنني وكما قلت لكم سابقاً مشاكلنا ذهنية
وعلاجها ايضاً ذهني بالتدريب والتعلم الموجه.
خطوات العمل:
1 – فكر في الوقت الذي كنت تشعر فيه بإحساس رائع وجميل
عبر استعادة ذكرى جميلة وقوية.
2 – أغلق عينيك وأطلق العنان لخيالك بالتذكر الجميل،
وتخيل ذلك الوقت بتفاصيل حية.
انظر الى الصورة
بوضوح، واسمع الأصوات عالية، وتذكر المشاعر كما كانت حينذاك.
3 – تخيل نفسك وقد عدت الى تلك الذكرى وكأنك تعيشها
الان. شاهد ما كنت تشاهده، واسمع ما كنت تسمعه، واشعر بالأحاسيس الرائعة التي كنت
تشعر بها. اجعل ألوان الصورة في ذهنك أكثر بهاء واشراق وتنفس بهدوء وعمق مستشعراً
تلك الاحاسيس الرائعة.
4 – ركز اهتمامك على ذلك الشعور الرائع في جسدك وتبين
اين بدأ، وأين ذهب والاتجاه الذي سلكه. تخيل فرض سيطرتك على هذا الشعور واجعله
يدور أسرع وأسرع واقوى خلال جسدك في الوقت الذي تزداد فيه المشاعر وراقب ذلك
بعناية.
5 – فكر في وقت ما في المستقبل، (حيث يمكنك استخدام هذه
المشاعر الطيبة كلما دعت الحاجة الى ذلك). حرك هذه المشاعر داخل جسمك وانت تفكر
بالمستقبل والأمور التي ستقوم بها في الأيام والاسابيع والاشهر القادمة.
التحرر من المشاعر السلبية والمخاوف المقيدة:
المشاعر ليست أكثر من قلم تمسك به في يدك
وتقبض عليه بقوة شديدة وانت مطبق يدك على هذا القلم. وانه يسبب لك الألم. اليس
كذلك!؟ لأنك تشد يدك عليه بشدة ولا تتركه. {تخيل ذلك الشعور وذلك القلم}.
انما الان وعندما تفتح يدك وبرغبتك وارادتك
لتجعله يسقط من يدك. بماذا ستشعر؟
من المؤكد أنك ستشعر بشعور الراحة والسعادة
يملأ قلبك وعقلك وروحك لتخلصك من القلم والألم الذي يسببه.
وهكذا مشاعرك السلبية ومخاوفك تشبه ذلك
القلم الذي تمسكه بقوة في يديك وانت مقبض عليه، وعندما تركت القلم يسقط زال الألم
وغادر القلم من يدك بإرادتك ورغبتك. والان انت تستطيع ان تفعل ذلك مع مشاعرك السلبية
ومخاوفك اتركها تسقط برغبتك وارادتك ولا
أحد يمنعك من فعل ذلك الا إذا انت منعت نفسك. وهذا ليس من العقل والذكاء بشيء. انت
تستطيع ان تفعل ذلك وبإمكانك ان تفعلها. افعلها الان لتشعر بالراحة والأمان
والسعادة والطمأنينة وانت تبتسم واحساس الرضى ينتابك لأنك تفعل ذلك.
حاول ان تسترخي وتغمض عينيك بينما انت تأخذ
نفس عميق وبهدوء وببطء مكررا العد من واحد -الى خمسين ببطء وهدوء وتثاقل. تخيل
المشاعر السلبية ومخاوفك وقد وضعتها في ذلك القلم وانت ممسك به. لم يعد هناك من
مبرر لذلك الاحتفاظ أسقط القلم من يدك اتركه الان وانت تشعر بالراحة تماما لما
يحدث وهذا ما يجب ان يحدث ابتسم واشكر الله لما انت فيه من راحة وهدوء. كرر الشكر.
كرر الشكر. وباشر حياتك الجديدة شاعرا بالفرح والسعادة تملأ قلبك.
تغيير المشاعر السيئة:
1 – فكر في شخص يضايقك أو يرهبك أو يغضبك. أرسم صورة له
في مخيلتك وشاهده ينظر اليك مهما كانت الطريقة التي ينظر بها اليك عندما يضايقك.
استمع الى ما يقوله مهما كان ولا حظ الشعور السيء الذي يعتمل بداخلك.
2 – خذ الصورة وحولها الى الأبيض والأسود بديلا عن
الملون. قم بتحريكها بعيدا عنك. اجعلها أصغر كثيرا مما تبدو عليه ثم قم بوضع صورة
مهرج فوقها.
3 – استمع الى صوت المهرج وهو يتحدث بديلا عن صوت الشخص.
4 – راقب مشاعرك كيف ستتغير. ثم شتت انتباهك الى شيء اخر
لبضع لحظات ثم عد وفكر في ذلك الشخص المزعج ستجد ان مشاعرك لم تعد كما كانت
بالسابق.
بإمكانك تكرار التمرين للحصول على الفائدة.
التخلص من الذكريات السلبية:
عادة الذكريات واستعادة المشهد في الرأس، هو
ما يسبب لنا الالم والشعور المزعج. وهذا مرتبط بالطريقة التي نستعيد بها الذكرى
داخل الذهن.
يوجد عادة طريقتان لعرض الذكريات داخل
الرأس:
- الطريقة
الأولى: يتم فيها العرض للذكرى وكأن الحدث يجري وقوعه الان لحظة بلحظة وبكافة
تفاصيله. وهذه الطريقة هي التي تسبب عادة الالم الشديد للجسم وللمشاعر. والانسان
بالطبع يستطيع تغيير هذه الطريقة في عرض الذكرى داخل الذهن الى الطريقة الثانية
والتي هي من يجب ان نتعلمها ونتدرب عليها. (هذه الطريقة مناسبة جدا لاستعادة
الذكريات الجميلة والرائعة).
- الطريقة
الثانية: يكون فيها عرض الذكرى داخل الرأس اي عملية تذكرها يجب ان تكون بهذه
الطريقة وهذه الطريقة بتكرارها يتم تغيير معنى التجربة فيكون تأثير الحدث الحقيقي
أخف على الجسد والمشاعر حيث يتعود العقل على هذا النمط ورويدا رويدا تمحى المشاعر
والالم من الذكرى الحقيقية ومن الذكرى المخزنة في الذهن.
وتتلخص هذه الطريقة بالآتي:
ان نقوم افتراضيا بتسجيل الحدث وتصويره على
فيلم فيديو
ثم نقوم بعرض هذا الفيلم على الشاشة ونحن
جالسون في قاعة كبيرة تفصلنا عن الشاشة التي تعرض الفيلم ما يقارب الخمسين متر.
ننظر الان ونحن بعيدون تماما عما يجري على
الشاشة ثم نقوم بتحويل الصورة الى اللون الابيض والاسود وبعدها نحاول ان نجعل
الصورة شاحبة وباهتة وغير واضحة ثم نعمل على ابطاء عرض الصور بشكل كبير جدا فتخف
الحركة وتضيع الاصوات تماما ثم نعمد الى تصغير الصورة وجعل حجمها يصغر رويدا رويدا
وكلما صغرت كلما ضاعت معالم الصورة وكلما اصبحت باهتة جدا وغير واضحة وعديمة
الحركة نستمر في تصغيرها حتى تصبح صغيرة جدا وكأنها نقطة على الشاشة تتراقص وهي
تستعد للمغادرة الى الفضاء الخارجي.
نسمح لها بالمغادرة وفعليا تغادر الى الفضاء
مسرعة جدا وتبتعد في الفضاء وتستمر في الابتعاد حتى نفقدها نهائيا.
لقد ضاعت وتلاشت في الفضاء بلا عودة ولا
أثر.
بعدها ننهض ونتحرك في المكان ونحن نشعر
بالرضا والخير راسمين ابتسامة عريضة على وجوهنا.
كرروا التمرين بهذه الطريقة ثلاث مرات يوميا
على ان يكون في مكان هادئ وآمن واستخدموا التنفس بهدوء.
حاولت ان أقدم لكم فكرة مختصرة ونافعة حول إدارة مشاعركم
والسيطرة عليها. حاولوا التطبيق ما استطعتم الى ذلك سبيلا. اقرئوا الدرس بعناية
شديدة وأكثر من مرة الى درجة الفهم والاستيعاب الكامل وحاولوا الا تقفزوا عن الجمل
التي تبدو لكم غامضة وغير مفهومة.
لا تنسوا تحميل وقراءة كتاب الذكاء العاطفي.
دمتم بخير وحب وسعادة حتى نلتقي في الدرس السابع والذي
سأتناول فيه الأداة الرابعة لتتغير نحو الأفضل والتي ستكون حول إدارة الأفكار.
وفقكم الله ورعاكم جميعا. الى اللقاء.
أيمن قتلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق