الموت الأكبر والقيادة السيئة.
في أصيل أحد الايام التي كان من المتوقع انها
ستكون اجمل وافضل من الماضي السحيق كان صديقي نسيم النسيم يسير بجانبي وهو يزفر
ويتململ ، فأنظر الى وجهه الذي ماعرفته الا رائعا بشوشاً وهادئاً ، وأما اليوم فقد
تغير كثيراً حتى أنني لم أعد أعرفه كان ذلك ونحن ندخل بين أشجار البرتقال والليمون
الاخضر ورائحة الارض الطيبة وصوت العصافير التي مابرحت تغني وكأنه لم يتغير شيء في
هذه الحياة .
انطلق صوته مليئاً بالحسرة والالم وهو يسأل
لماذا هذا الموت الكبير المنتشر في انسانيتنا ؟ فكأن نيرون لم يمت وهتلر الفاشي لا
يزال قابعاً ويتجول بيننا نعم وكأن التاريخ يعيد نفسه مع انني لا أأومن بهذه
المقولة هكذا قال صديقي فإذا تأملنا أحداث حياتنا اليومية سنجد الاعداد في القتلى
بحالة تزايد والتشريد في حالة تتضاعف والحزن والالم كذلك ينتشران عند كافة الاهالي
التي كانت بالامس القريب أحباب واليوم اصبحت أعداء , ويستعرض صديقي قائلاً تصور
انه في كل ساعة يسقط عشرة قتلى ويتشرد عشرون وتغتصب امرأة من كل عشرة نساء ويموت
خمسة من الجوع من كل الف ويموت طفل كل ثلاث ساعات وتنتشر الامراض كما ينتشر الرعب
والمرض والموت في كل مكان ويضيف صديقي هل تعرف لماذا يحدث كل هذا؟ فأقول لاأعرف ؟
فيبتسم صديقي ويقول أكثر الناس يعتقدون بأنهم يعلمون وهم لايعلمون!!! ويتبعني
ويقول وقد اقتربنا من البرتقال المتدلي من اشجاره الحبلى ، ثم يردف قائلاً هل تعلم
من يتحمل مسؤولية ذلك ؟ فأقول ربما اعلم وحسب فهمي ومعرفتي المتواضعة بأن الحرب
والسلام يُصنعان بفضل القادة الجيدين أو القادة السيئين ، فأما القادة الجيديين هم
من يصنعون السلام والقادة السيئيين هم من يصنعون الحروب والصراعات والقتل والتدمير
وحسب ما أورد ليون تولستوي في رائعته الحرب والسلام واصفاً القادة السيئيين بأنهم
يقومون على اذلال الانسان والاستبداد به كما يطغون عليه ولايحترمونه ولايأخذون
برأيه ولا يمنحونه حق الاختيار كما انهم القادة السيئيين هم من يعملون على تجهيل
الانسان وتضليله كما يقومون بحرمانه من أبسط أوليات الحياة والعيش كما ان القائد
السيئ ينشر الفقر والمرض والخوف والقلق والتوتر وتكون الاستراتيجية الاساسية
للقيادة الظلم والقسوة والتسلط والارهاب وهذا ماتم تعليمه من قبل خبراء المدرسة
السلوكية سيئة الصيت في رومانيا للقائد السيئ نيقولاي تشاوسسكو حيث ما توقف
العلماء عن تعليمه ذلك حيث مايزال صديقي نسيم النسيم يسمعني وهو يهز برأسه وكانت
الدموع قد انهمرت من عيناه وهو يجهش بالبكاء حزناً وألماً وبشكل مستمر عندما دوى
صوت انفجار اقتلع كل الشجر اليابس بينما لم يستطع اقتلاع الشجر الاخضر ولم يستطع
اقتلاعنا.
د.
أيمن قتلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق