الاخطاء الذهنية والكذب على
الذات والسلوك البشري
يتشكل بداخل كل انسان عالم نفسي مليئ
بالاحلام والرغبات والامنيات والافكار والصور المتخيلة والاستيهامات حيث تقوم
بتوجيه ومراقبة تصرفاتنا وسلوكياتنا بما
يتوافق وما نرجو ونأمل حدوثه في الحياة .وهذا يشكل لدى الانسان خارطة يفسر فيها
افعاله بناءاً على احلامه ورغباته وهذا يشكل خطأ ذهني يؤثر على افعال البشر ، كما يحمل
كل عقل بداخله امكانية الكذب على الذات والتي هي منبع دائم للاخطاء والاوهام لان
الذات متمركزة حول نفسها بما تؤمن وتعتقد
به ، والذات بحاجة دائمة الى تبرير اي تصرف تقوم به مهما كان هذا التصرف خيراً أو
شراً ، كما ان الذات لها ميل ونزوع الى اعتبار الاخر هو مصدر للشر وهذه الامور
كلها تدفع الانسان الى الكذب على نفسه دون ان يعي الانسان بانه يكذب على نفسه وانه
لايحب ان يكشف مصدر هذا الكذب والخطأ الداخلي على انه هو المسؤول عنه . حيث يحصل
لدى الانسان نتيجة لذلك حالة من اليقين والمصداقية بان مايتصرفه هو الصح وان
مايتصرفه الاخر هو الخطأ وكذلك الامر عند الاخر فهو يحمل نفس العمليات التي اقوم
بها انا وتقوم بها انت انما المواضيع والاحلام والافكار والتخيلات والاستيهامات
مختلفة . اذا العملية واحدة عند الجميع انما هناك اختلافات بالمحتوى , والنتيجة كل
انسان يتصرف بما يوجد بداخله من افكار ومعتقدات وقيم ومفاهيم واحلام ورغبات
وامنيات والتي هي في العادة عند الناس مختلفة لذلك يأتي السلوك مختلف وللاسف ان
التعليم لم يقم بتعليم الناس كيف ان السلوك ينشأ بفعل مابالداخل فاذا صلح الداخل صلح السلوك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق