البشر لايمتلكون حقائق
البشر يمتلكون افكار ولايمتلكون حقائق.
أفة المذاهب والطوائف جميعاَ هي انها تتحول على يد التابعين وتابعيهم وتُباع تابيعيهم الى اصنام ذهنية مُرعبة وقاتلة حيث يعتقدون بان مافي اذهانهم يمثل حقائق تصل الى حد اليقين المطلق بان ما يعتنقوه هو صح مئة في المئة وان الاخر هو على خطأ وبمثل هذا التصرف يتم افراغ الفكر من روحه ليصبح هذا الفكر ممثلاً لقوالب جامدة وثابتة لا تتغير فتصاب بالتعصب الاعمى والحقد ومحاربة لكل ما هو مختلف ولكل ماهو جديد يتنافى مع مفاهيم وتأويلات وتفاسير وتعليلات هذا الفكر او ذاك الى ان يصل هذا الفكر الى حد استباحة الدم والقتل والاعتداء والاغتصاب والتحريم والتكفير والتجريم وفي احيان كثيرة يُصبح هذا الفكر او ذاك هو الطريق الموصل الى جنة الله والفكر الاخر هو الموصل الى جهنم وبئس المصير.
لو قُدر لمؤسسي هذا الفكر اوذاك بالعودة الان الى هذا الزمن لالقاء التحية على الاتباع والاطمئنان عليهم لحصل لديهم صدمة عنيفة ومفاجئة غير متوقعة بان اتباعهم لم يُحسنوا فهم ماأرادوه عندما اعلنوا افكارهم لاول مرة في سياقها التاريخي وفي اسبابها الزمانية والمكانية والنتائج التي كانوا يطمحون بالوصول اليها والاساليب التي استخدموها من اجل ذلك وكم سيبلغ بهم الحزن والالم لما يحدث الان تحت اسمهم وهم من ذلك براء فيبدؤون باعادة الشرح من جديد لافكارهم ويقومون بعملية الافهام للاتباع فيخرج احدهم او مجموعة من الاتباع وقد بدؤوا يتغامزون ويتهامسون والاتهام لسيدهم بانه قد اصبح زنديق وكافر وبانه متآمر عليهم وبان الثقافة العصرية قد لوثت افكاره وضيعت مرماه .
هذه هي مشكلتنا ايها السادة وهي مشكلة خطيرة وجسيمة ومنتشرة في حياتنا اليومية ولها تبعات على حياتنا وعلاقاتنا ومفاهيمنا وسلوكياتنا ونتائجنا وتعاونناوهي السبب في حروبنا وصراعاتنا وهذه المشكلة بدءت عندما اعتقد الناس بانهم يفهمون أكثر مما يعرفون وهذا ما يمثل ما يُعرف بوهم المعرفة، وعندما اعتقد الناس بانهم يعرفون وهم لا يعرفون وهذا يمثل ما يُعرف بجهل الجهل، وعندما اعتقد الناس ان مجرد حصولهم على شهادة علمية في اختصاص ما انهم افهم واعلم واعرف من غيرهم وهذا يمثل ما يُعرف بالجهل المركب وعندما اعتقد الناس المتدينون والدعاة الى الله وبعد ان حصلوا على تعليم ديني بانهم افهم واعرف من اولئك الذين لم يحصلوا عليه وبانهم اقرب الى الى الله من الاخرين وان هذا القرب يؤهلهم لان يكونوا صفوة المجتمع ومفاتيحه الى الدنيا والاخرة وهذا ما يُعرف بالجهل المقدس وعندما يعتقد الناس وبسبب حصولهم على تعليم علمي ومهني في اختصاص ما مضافاً له تعليم ديني نظامي جامعي او غير نظامي من خلال المطالعة والمتابعة والمشافهة والملازمة لاحد الدعاة والتعلم على يديه . أي انهم قد جمعوا لشهادتين احداهما لها علاقة بابواب العلم والمهن العلمية والاخرى لها علاقة بالشرع والفقه والسنة والقرآن فهؤلاء يعتقدون بانهم اقرب من الاقرب الى الله لسببين بانهم فهموا العلم وفهموا الدين مما يرسخ لديهم ثقة ويقين وعمى قاتل بانهم اقرب الناس الى الله والى الصواب والحلال والخير وبانهم يجب ان يكونوا قادة المجتمع والناس الى الحياة والى الاخرة، وهؤلاء هم من يمثلون قائمة اخطر جهل عرفه التاريخ انه الجهل الجديد ، واخيرا هناك فئة من الناس وهم الاقل يقولون نحن لانعلم ويتواضعون فيما يعرفون ويعلمون وهم في حالة تعلم مستمر وطلب للمعرفة حتى اليوم واللحظة الاخيرة من حياتهم وهم يُدركون بان الحقائق ليست موجودة في عقول البشر وبان ما يحملونه من فكر لايمثل حقيقة بل هو مجرد افكار قابلة للتصويب والتصحيح والخطأ والزلل وبان الفكر مهما ارتقى في سلم المعرفة الانسانية لايمكن ان يصل الى مرحلة الحقائق واليقين . وشعارهم في الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
حيث يقفون باجلال وصمت أمام تلك الآية من سورة الإسراء , حيث يفهمون بأن الآية تحمل خطاباً من الله إلى البشرية جميعها بكل آلوانها ومعداتها وأجهزتها وقوتها وصواريخها وغزواتها وحروبها, ولكل هذا الجبروت البشري و لكل من قال (( أنا )) لهذا الصراع الطيني , وكلكم من أدم وادم من تراب بهذة الحقيقة يتحدث الله {وَمَا أُوتِيتُمْ } فعل مبني للمجهول يفيد التقليل والتصغير للكم من العلم الذي أتاكم الله إيّاه ومصدر العلم واحد من الله الواحد الآحد {مِنَ }تفيد الجزء من الكل {الْعِلْمِ } وهو نوعان علم مطلق وهو علم الله وعلم نسبي وهو علم البشر الذي يخاطب نسبة التطور والارتقاء البشري في كل عصر{ إلا } اداة إستثناء {قَلِيلًا } مستثنى و العلم مستثنى منه.
وكمية العلم التي حصدتها البشرية تعرضت للتصغير والتقليل مرتين الآولى في بناء الفعل للمجهول أوتيتم والثاني إلا قليلا. فأين نحن في هذا التيه ...؟وأين نحن على خريطة الحياة ...؟
كما انهم يقولون دائما :
{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} الرعد. صدق الله العظيم.
د. ايمن قتلان
البشر يمتلكون افكار ولايمتلكون حقائق.
أفة المذاهب والطوائف جميعاَ هي انها تتحول على يد التابعين وتابعيهم وتُباع تابيعيهم الى اصنام ذهنية مُرعبة وقاتلة حيث يعتقدون بان مافي اذهانهم يمثل حقائق تصل الى حد اليقين المطلق بان ما يعتنقوه هو صح مئة في المئة وان الاخر هو على خطأ وبمثل هذا التصرف يتم افراغ الفكر من روحه ليصبح هذا الفكر ممثلاً لقوالب جامدة وثابتة لا تتغير فتصاب بالتعصب الاعمى والحقد ومحاربة لكل ما هو مختلف ولكل ماهو جديد يتنافى مع مفاهيم وتأويلات وتفاسير وتعليلات هذا الفكر او ذاك الى ان يصل هذا الفكر الى حد استباحة الدم والقتل والاعتداء والاغتصاب والتحريم والتكفير والتجريم وفي احيان كثيرة يُصبح هذا الفكر او ذاك هو الطريق الموصل الى جنة الله والفكر الاخر هو الموصل الى جهنم وبئس المصير.
لو قُدر لمؤسسي هذا الفكر اوذاك بالعودة الان الى هذا الزمن لالقاء التحية على الاتباع والاطمئنان عليهم لحصل لديهم صدمة عنيفة ومفاجئة غير متوقعة بان اتباعهم لم يُحسنوا فهم ماأرادوه عندما اعلنوا افكارهم لاول مرة في سياقها التاريخي وفي اسبابها الزمانية والمكانية والنتائج التي كانوا يطمحون بالوصول اليها والاساليب التي استخدموها من اجل ذلك وكم سيبلغ بهم الحزن والالم لما يحدث الان تحت اسمهم وهم من ذلك براء فيبدؤون باعادة الشرح من جديد لافكارهم ويقومون بعملية الافهام للاتباع فيخرج احدهم او مجموعة من الاتباع وقد بدؤوا يتغامزون ويتهامسون والاتهام لسيدهم بانه قد اصبح زنديق وكافر وبانه متآمر عليهم وبان الثقافة العصرية قد لوثت افكاره وضيعت مرماه .
هذه هي مشكلتنا ايها السادة وهي مشكلة خطيرة وجسيمة ومنتشرة في حياتنا اليومية ولها تبعات على حياتنا وعلاقاتنا ومفاهيمنا وسلوكياتنا ونتائجنا وتعاونناوهي السبب في حروبنا وصراعاتنا وهذه المشكلة بدءت عندما اعتقد الناس بانهم يفهمون أكثر مما يعرفون وهذا ما يمثل ما يُعرف بوهم المعرفة، وعندما اعتقد الناس بانهم يعرفون وهم لا يعرفون وهذا يمثل ما يُعرف بجهل الجهل، وعندما اعتقد الناس ان مجرد حصولهم على شهادة علمية في اختصاص ما انهم افهم واعلم واعرف من غيرهم وهذا يمثل ما يُعرف بالجهل المركب وعندما اعتقد الناس المتدينون والدعاة الى الله وبعد ان حصلوا على تعليم ديني بانهم افهم واعرف من اولئك الذين لم يحصلوا عليه وبانهم اقرب الى الى الله من الاخرين وان هذا القرب يؤهلهم لان يكونوا صفوة المجتمع ومفاتيحه الى الدنيا والاخرة وهذا ما يُعرف بالجهل المقدس وعندما يعتقد الناس وبسبب حصولهم على تعليم علمي ومهني في اختصاص ما مضافاً له تعليم ديني نظامي جامعي او غير نظامي من خلال المطالعة والمتابعة والمشافهة والملازمة لاحد الدعاة والتعلم على يديه . أي انهم قد جمعوا لشهادتين احداهما لها علاقة بابواب العلم والمهن العلمية والاخرى لها علاقة بالشرع والفقه والسنة والقرآن فهؤلاء يعتقدون بانهم اقرب من الاقرب الى الله لسببين بانهم فهموا العلم وفهموا الدين مما يرسخ لديهم ثقة ويقين وعمى قاتل بانهم اقرب الناس الى الله والى الصواب والحلال والخير وبانهم يجب ان يكونوا قادة المجتمع والناس الى الحياة والى الاخرة، وهؤلاء هم من يمثلون قائمة اخطر جهل عرفه التاريخ انه الجهل الجديد ، واخيرا هناك فئة من الناس وهم الاقل يقولون نحن لانعلم ويتواضعون فيما يعرفون ويعلمون وهم في حالة تعلم مستمر وطلب للمعرفة حتى اليوم واللحظة الاخيرة من حياتهم وهم يُدركون بان الحقائق ليست موجودة في عقول البشر وبان ما يحملونه من فكر لايمثل حقيقة بل هو مجرد افكار قابلة للتصويب والتصحيح والخطأ والزلل وبان الفكر مهما ارتقى في سلم المعرفة الانسانية لايمكن ان يصل الى مرحلة الحقائق واليقين . وشعارهم في الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
حيث يقفون باجلال وصمت أمام تلك الآية من سورة الإسراء , حيث يفهمون بأن الآية تحمل خطاباً من الله إلى البشرية جميعها بكل آلوانها ومعداتها وأجهزتها وقوتها وصواريخها وغزواتها وحروبها, ولكل هذا الجبروت البشري و لكل من قال (( أنا )) لهذا الصراع الطيني , وكلكم من أدم وادم من تراب بهذة الحقيقة يتحدث الله {وَمَا أُوتِيتُمْ } فعل مبني للمجهول يفيد التقليل والتصغير للكم من العلم الذي أتاكم الله إيّاه ومصدر العلم واحد من الله الواحد الآحد {مِنَ }تفيد الجزء من الكل {الْعِلْمِ } وهو نوعان علم مطلق وهو علم الله وعلم نسبي وهو علم البشر الذي يخاطب نسبة التطور والارتقاء البشري في كل عصر{ إلا } اداة إستثناء {قَلِيلًا } مستثنى و العلم مستثنى منه.
وكمية العلم التي حصدتها البشرية تعرضت للتصغير والتقليل مرتين الآولى في بناء الفعل للمجهول أوتيتم والثاني إلا قليلا. فأين نحن في هذا التيه ...؟وأين نحن على خريطة الحياة ...؟
كما انهم يقولون دائما :
{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} الرعد. صدق الله العظيم.
د. ايمن قتلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق