التعليم اللا انساني والطائفية.
التعليم وحده لا يرتقي بالناس ولا يجعلهم
افضل مما هم عليه أو أكثر حيوية ونشاطاً أوأكثر حرية أو أكثر انسانية أو أكثر
عدلاً أوأكثر سلاماُ أوأكثر كرامة . ان التعليم قد يجعل الناس اصحاب كفاءة انما
لايستطيع ان يجعلهم أكثر ادراكاً لمعنى الوجود والحياة والانسانية . واذا قمنا
بتتبع أنظمة التعليم في اغلب الدول عموما فاننا نلاحظ ببساطة شديدة انها تركز على
العلوم والمواد المختلفة وتهمل تماما عملية بناء الذات الانسانية ومكوناتها
وقدراتها الا مارحم ربي وفي نطاق ضيق تماما . بينما اذا تتبعنا انظمة التعليم في
الانظمة الاستبدادية خصوصاً فاننا سنلاحظ وايضا ببساطة واضحة للعيان على انها تقوم
على تعليم وظيفي يتركز على خدمة النظام القائم والتمجيد والتهليل له حيث يجب ان
يتعلم الافراد باستمرار نظام الدولة والايدلوجيا الخاصة بها والسياسة التي تتبعها
{اذا افترضنا ان ما تدعيه تطبقه في الواقع دون ان يكون مجرد شعارات يتم استغلالها
لتنفيذ مصالحها الشخصية عبر التضليل والتزييف}. حيث يمكنك ملاحظة انه لاسيادة
ولاسياسة ولا اقتصاد ولا اجتماع ولا تعليم ولا دين ولا هجوم ولا دفاع الا من خلال القائد
الحكيم العليم المؤمن المفكر والرصين والرزين لتصبح عقول البشر مصبوبة ضمن قالب له
قياس واحد للجميع حيث لا يوجد اي بديل الا هذا النظام وهذا القائد وهذه الحلول
وهذه الافكار ....الخ . هكذا الانظمة الاستبدادية علمت البشر وزرعت في نفوسهم وهم يتقدموا
بالعمر وهم يمتلكون قناعة تامة بان هذا هو افضل مايمكن ان يكون .ان المبدأ الذي
يعمل عليه نظام التعليم في هذه الدول انه لايوجد اية تكوينات للافكار اوالمعتقدات اوالمشاعر
او السلوك خارج اطار مدرسة القائد العظيم والحزب الاوحد الرائد والقائد للامة
والمجتمع وبناء على ذلك يتم صياغة نظام التعليم بأكمله على قالب ايديولوجي يخدم
نظام الاستبداد ورموزه ومؤسساته.
لقد كانت الوظيفة الاساسية للتعليم في تلك
البلدان هو تخريج اختصاصيين مدافعين عن النظام وعن رموزه وعن شخصياته وافكاره
ومروجين له ولافعاله سواء كانت صحيحة أم خاطئة . انه بحق التعليم اللاانساني انه
تعليم وظيفي موجه نحو غائية محددة وهذا التعليم لا يخلق اشخاصاً احرار ذو كرامة
وعدالة وحب وسلام بل يخلق اشخاصاً ظلمة وقتلة وحقدة وطائفيين وارهابيين ومتعصبين. اليس
كذلك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق