قوانين الله للانسان والحرب .{بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ}.
يقول المفكر جودت سعيد.
وحين قالوا: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، قُلْ: فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ؟ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ).
(بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ)؟ من الذي سيبين للناس أن السُّنة البشرية والقانون الإنساني لا يحابي احداً منهم، وان الكلمات التي يتسمى بها الناس ما انزل الله بها من سلطان: (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) النجم: 53/23 .
إننا لا نزال ندَّعي أن غيرنا لا يمكن أن يدخل الجنة، وأنّ الآخرين ليسوا على شيء، ونبيع الجنة ونتوازعها فيما بيننا فقط، وإن كنا نسخر من الذين باعوها من قبلنا، فمن ذا الذي سيكتب في معنى: (بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ)؟ ومن ذا الذي سيفهم معنى (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) ]النساء: 4/123 .
لقد فرّغت هذه الكلمات من معناها، فكيف تُملأ بالمعنى من جديد؟ وكيف تم تفريغها من قبل؟ من الذي سيدرس هذا الموضوع؟
إننا نفرغ الكلمات من معناها ونملؤها بمعانٍ نريدها ونهواها، وكشف هذا مفيد جداً، ومن غير كشفه ستظل الكلمات تخدعنا، ولكن خداع الكلمات وتفريغها وتحريفها وملأها وتوجيهها لا يغير قوانين الوجود، ومهما قلنا: إن الله معنا، سنجده يتخلى عنا ويذيقنا بأس بعضنا بعضاً، ولن يتغير قانون الله: (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) فاطر: 35/43 ، ولكن نحن الذين سنتغير، سيتغير مفهومنا عن الله وقوانينه وسننه، ولن يمل الله حتى نملّ، وسنقوم بالحروب حتى نملَّ ونشعر ونؤمن بأنها لا تخدم أصحابها، بل تطلب منهم أثماناً باهظة، وتطلب المزيد: (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ق: 50/30 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق