الأحد، 4 أغسطس 2013

مذهب ابن ادم الانساني

مذهب ابن ادم الاول في محددات الاداء والواجب العام.
يقول العلامة جودت سعيد :اقتباس
 قال ابن آدم الأول :
( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقتُلَنِي مَا أَنا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيكَ لأَقتُلَكَ إِنِي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ ) ] المائدة 5/28 [ .
 المقصود من مذهب ابن آدم الأول
فما ذهب إليه ابن آدم الأول هو الذي نريد أن نبينه :
1- القصد من هذا هو ألا يكون ذنب المسلم الدعوة إلى قتل أو اغتيال أو دفع الناس إلى شيء من هذا .
2- والقصد من هذا ألا يكون للمسلم ذنب إلا أن يؤمن بالله العزيز الحميد ، إلا أن يقول ربي الله .
3- القصد من هذا ألا يكون للمسلم ذنب إلا أن يتقبل الناس دعوته إلى الله .
4- القصد من هذا ألا يعرض الإنسان رأيه بالقوة على الآخرين ، وأن لا يتنازل الإنسان عن رأيه خوفاً من القوة .
5- القصد من هذا ألا يتخذ المسلم في دعوته إلى الله غير الطريقة التي سار عليها الأنبياء من مبتدئها إلى منتهاها .
6- القصد من هذا أن تتحمل الآلام من أجل مبدئك لا أن تفرض مبدأك بالآلام على الآخرين .
7- القصد من هذا أن تبذل نفسك في سبيل هداية الآخرين وإرشادهم .
8- القصد من هذا أن تقرب المثل الأعلى للخلق في التمسك بالمبدأ .
9- القصد من هذا أن لا تتبنى شيئاً لا تلتزمه إلا إذا كنت مستعداً لالتزامه وتبنيه في كل وقت وعلى مشهد من الناس جميعاً .
وخلاصة القول في هذا كله :
أن لا توجه إلينا تهمة غير التهمة التي وجهت للأنبياء كما وردت في القرآن ، وهي قول : ( رَبُّنا الله ) .
 تنبيه مهم وتمييز ضروري بين من يعمل لبناء المجتمع الإسلامي ومن يمثله
وهنا عند هذه النقطة أرى من الواجب علي أن أفصل في موضوع مهم يلتبس فيه الأمر على كثير من الناس ، قد يقول قائل :
أين أنت من آيات الجهاد والقتال في القرآن ؟ هل تريد أن تؤمن ببعض الكتاب فقط ؟ أم هل تريد أن تنسخ آيات القتال من القرآن ؟
أسارع إلى القول : إنني لا أريد أن أنسخ الكتاب ، ولا أن أُعطل آيات الجهاد والقتال ، حاشا لله أن أفعل ذلك . إلا أنني أريد أن أفرق بين حالتين :
1- حال من يدعو إلى إنشاء المجتمع الإسلامي أو إصلاحه والحيلولة دون فساده .
2- وحال من يمثل المجتمع الإسلامي المتميز الذي أسلم وخضع للإسلام .
إن واجب الصنف الأول فقط هو الذي أبحثه بينما أنت تريد أن تكلفني واجب الصنف الثاني .
ولأجل أن يتوضح لك هذا بصورة أدق ، أضرب مثلاً يقرب الأمر ويزيده وضوحاً :
إن الله يأمر بقطع يد السارق . فيا أيها المسلم الذي تعيش في مجتمع لم يخضع لأمر الله ، هل ترى واجباً عليك أن تقبض على السارق وتقطع يده ؟ وهل إن لم تفعل ذلك تكون قد أبطلت آيات الله ونسختها ؟
إن الذي يقطع يد السارق هو الذي يمثل المجتمع المسلم .
فكيف تريد أن تقطع يد السارق الذي يعيش في مجتمع لم يخضع لأحكام الإسلام أو انه تحلل من أحكام الإسلام ؟
هل اقتنعت الآن بأنك لست معطلاً لآيات الله إن لم تقطع يد ذلك السارق ؟ وإن كان الأمر كذلك في حدود الله فكيف ظنك بأمر الجهاد إلى يُعتبر من أخطر الأمور(1) ؟
هل تظن أنه ينبغي أن تنفذه ؟ هل أعطاك الله هذا الحق في هذا الوضع ؟ هل تعتقد أن الله قد فرض عليك هذا الواجب ، واجب القتال في مجتمع لم يخضع للإسلام ، بينما تعجز عن الأمر الذي أوجبه الله عليك في كل الحالات ، ألا وهو قول الحق حيثما كنت لا تخاف في الله لومة لائم ؟
إن قول الحق هو الذي أُمرتَ به ، وبه يتكون المجتمع الإسلامي .
فعندما يتكون المجتمع الإسلامي ، ويدعوك من وُكِّل إليه أمر الجهاد وتتخلف ، تكون بذلك قد تخليت عن فرض عظيم من فرائض الإسلام :
( وَمَن يُوَلِهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِفاً لِقِتَالِ أَو مُتَحَيزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَد بَاءَ بِغَضَبٍ مَنَ اللهِ وَمَأوَاهُ جَهَنَّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُ ) ] الأنفال 8/17 [ .
يتبين مما سبق ، أنه إذا اجتمع بعض الأفراد سراً ، وأصدروا حكم الإعدام ، أو قرروا القيام بحركة انقلابية ، وأعطوا لأنفسهم سلطة تنفيذ مثل هذه الأحكام ، لا يكونون قد خدموا الإسلام وأيدوه ، لأن الإسلام لا يعطي أمر إصدار مثل هذا الحكم وتنفيذه ، حتى في القصاص من القاتل المعتدي ، لأي فرد عادي في المجتمع الإسلامي ، ولا لبعض الأفراد الذين لم يسلم لهم المجتمع بذلك .
فكيف يخول المسلم لنفسه تنفيذ مثل هذا الأمر الخطير ، واستباحة الدماء ، في أوضاع فيها كثير من الالتباس والغموض ، بحيث يُقدم بهذا ما يسوغ للآخرين أن يلصقوا به تهم الإرهاب وغيره ؟!
وإني لا أتَهم هؤلاء في حسن نواياهم ، وصدق إخلاصهم ، وحبهم للإسلام ، وإنما أرى أن مثل هذا الخطأ ناشئ عن نقص في الإدراك الفني للموضوع ( فقه القضية ) أكثر من أن يكون مأتاه من الإعواز الخلقي .
وإذا تبين لك الفرق بين واجب من يدعو إلى إنشاء المجتمع الإسلامي أو إصلاحه ، وبين من يمثل المجتمع الإسلامي المتكون ، سهُل عليك حل كثير من المشكلات التي تخفى على كثير من الناس .




(1) راجع كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق