الاثنين، 5 أغسطس 2013

العدل في القرأن يعني الفاعلية في الاداء



الفعالية والجدارة هي رموز الانسان الحقيقي في القرأن الكريم. 

من فكر العلامة جودت سعيد.
وقدعبر عنه القرآن في مثل الرجلين الذي ضربه الله فقال : ( وضَربَ الله مثلاً رَجلَينْ : أحَدهُما أبْكَمُ لا يَقدِرُ على شيء ، وهو كَلٌ على مولاهُ ، أينما يوجهْهُ لا يأتِ بخير ؛ هل يستوي هو ومَن يأمُرُ بالعدل ، وهو صراطٍ مستَقيم ؟ ) النحل - 76 .
فإذا فهمنا معنى الفعالية واللافعالية فبإمكاننا أن نفهم أن الكلمة التي وردت في الآية وهي كلمة (الكَلّ) هي الكلمة القرآنية المقابلة لمصطلح اللافعالية والسلبية ، بل كلمة القرآن أدلُّ على هذا المعنى حيث أن كلمة (الكَلّ) لا تدل على اللافعالية فحسب بل تدل على أنه عبء على من يتولاه سواء كان فرداً أو مجتمعاً . كما وأن كلمة (العدْل) في القرآن تقابل مصطلح الفعاليَّة بشكل أدق ، لأن الفعالية لا تشترط دائماً أن تكون فيما ينفع بل قد يكون المرء فعالاً فيما يضر . أما كلمة العدل ففعاليته في الحق دائماً ، كما وأن أمره بالعدل ذاتي الانبعاث وليس مدفوعاً إليه .
والآية تدل بشكل دقيق واضح على الفعاليَّة واللافعالية في مَثَل الرجلين الذي ضربه الله : مثل الرجل الأبكم الذي لا يقدر على شيء وهو كّلُّ على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير . إنَّه وصف دقيق للافعالية في عدم القدرة على شيء وفي عيشه عالة على الآخرين . كما تدل على أن عجزه عام وليس في جانب واحد لأنه أينما يوجَّه لا يأتِ بخير . وإذا لاحظنا أن الفعالية واللافعالية تظهران في كل جوانب الحياة ، وتَعُمان كل أجزائها ، فإن من الخطأ محاولة علاج مسألة جزئية من نتائج اللافعالية دون معرفة شروط الفعالية ، التي سيوفِّر تحصيلها خيراً كثيراً ، ويختصر لنا الطريق .
ايمن قتلان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق