بناء القدرات
الدماغية
لفترة طويلة، كان يعتقد
أن الناس يولدون مع مستوى معين من القدرات العقلية ، وكان أفضل ما يمكننا عمله في
الحياة أن نرتقى إلى مستوى معين من الإمكانيات لا يمكن تجاوزه ، وقد أثبت العلماء
الآن أن الانسان يستطيع فعلياً زيادة قدراته العقلية وامكانياته والتمتع بحالة نفسية ممتازة.
نحن نعرف الآن أنه من
خلال تعلم مهارات جديدة يستطيع الدماغ من خلق المسارات العصبية الجديدة التي تجعل إمكانياتنا
في العمل والحياة تصبح بشكل أفضل.
سبعة أمور يمكن العمل
عليها والتي تجعلك أكثر قدرة عقلية وأكثر مهارة.
1 – تعلم العزف على آلة
موسيقية
والاستماع الى الموسيقا
عزف الموسيقى يساعد على
الإبداع والمهارات التحليلية، واللغة، والرياضيات، والمهارات الحركية الدقيقة وربما
أكثر من ذلك.
كما أن العزف على الآلات
الموسيقية يعزز عمل الجسم الثفني الواصل بين نصفي الدماغ عن طريق إنشاء اتصالات
جديدة.
مما يؤدي لتحسين الجسم
الثفني الذي يساعد على بناء المهارات التنفيذية، وتقوية الذاكرة، وحل المشكلات ووظائف
المخ بشكل عام، وبغض النظر عن عمرك فانت تستطيع ان تفعل ذلك وتحصل على نتائج عظيمة. كما ان الاستماع الى
الموسيقا التي لا تزيد عدد نبضاتها عن 120 نبضة في الدقيقة وبشكل منتظم يحسن
الكثير من العلاقة بين نصفي الدماغ عبر الجسم الثفني ويرفع من وظائفهما.
2 – ممارسة القراءة
والمطالعة بشكل منتظم
القراءة والمطالعة تقلل
من الإجهاد، كما انها تجعلك تشعر شعور أفضل عن نفسك، كما انها تساعد في حل المشكلات،
وأيضاً توسع المعرفة ومستوى الادراك والفهم والملاحظة والانتباه لديك.
3 - ممارسة الرياضة
بانتظام.
عند ممارسة الرياضة بشكل
منتظم يؤدي الى اطلاق
مجموعة من النواقل العصبية الهامة التي تساعد على تقوية عمل الذاكرة، والتعلم، والتركيز، والفهم. وعموماً ان ممارسة
الرياضة بشكل منتظم ترفع من الكفاءة العقلية للإنسان.
أن الجلوس لفترات طويلة
من الزمن ودون ممارسة الرياضة يؤدي الى نتائج عكسية وتدهور عام في الصحة.
4 - تعلم لغة جديدة
ان
تعلم لغات جديدة بنجاح تمكن
الدماغ من أداء أي مهام تتطلب جهدا عقليا بشكل أفضل. وهذا يشمل المهارات التنفيذية النموذجية مثل التخطيط والتفكير وحل
المشكلات.
بالإضافة إلى ذلك فان
التحدث بلغتين على الأقل يؤثر إيجابيا على المهارات الخاصة لمراقبة البيئة المحيطة
بك، كما انها تعمل على توجيه انتباهك الى العمليات بشكل أفضل.
5 - بناء التعلم التراكمي
الخاص بك.
الغالبية العظمى من البشر
لا تجري مراجعة دورية للمعرفة التي يمتلكونها واختبار لمدى قدرتهم على استرجاعها
وتطبيقها كلما لزم الامر واجراء عمليات الربط المنتظمة للمعرفة القديمة بالمعرفة
الجديدة. ان التطبيق المستمر لمفهوم التعلم التراكمي في الحياة اليومية ومكان عملك
يؤدي الى زيادة قدراتك العقلية من مهارات التحليل والتركيب وتقوية الذاكرة وتحسين
الفهم والادراك عموماً.
لذلك يتوجب عليك وبشكل
منتظم اجراء عملية التعلم التراكمي وان يكون ذلك موجود على جدول أعمالك المنتظم.
6 - العمل على حل الالغاز
والكلمات المتقاطعة
ان العمل بين فترة وأخرى على
حل الالغاز والاحاجي والسودوكو وبشكل منتظم يضمن لك مرونة عصبية تؤدي الى تغييرات واسعة
في المسارات العصبية ونقاط الاشتباك العصبي والتي هي في الأساس تعتبر من أهم قدرات
الدماغ على إعادة تنظيم نفسه فعندما تستجيب الخلايا
العصبية بطرق جديدة، فان هذا يؤدي الى زيادة المرونة العصبية، والتي تسمح لنا بالمزيد
من القدرة على رؤية الأشياء من وجهات نظر السبب والنتيجة وتكوين أنماط جديدة
وتحسين القدرات الادراكية لدينا.
وأيضاً أن زيادة المرونة
العصبية تشارك في علاج حالات طنين الأذن، كما لوحظ أيضاً بأن الأشخاص الذين يمتلكون
زيادة عالية من المرونة العصبية هم أقل عرضة للقلق والاكتئاب مع زيادة واضحة في
عمليات التعلم بشكل أسرع والحفظ الأكثر والقدرة
على استرجاع المعلومات بصورة أسرع.
7 – ممارسة التأمل.
ان ممارسة التأمل مرة
واحدة في الأسبوع اجراء يعزز القدرة على التحكم بموجات الدماغ للحصول على شعور
الاسترخاء والراحة لان الدماغ الذي يتلقى فترات منتظمة من الراحة والاسترخاء من
خلال عملية التأمل يصبح أكثر قدرة على الإنتاجية العقلية وبذلك يكون شبيه بالحقل
الزراعي الذي يترك بين فترة وأخرى وبشكل منتظم الى فترات راحة يكون انتاجه أفضل
بكثير من الحقول غير المرتاحة. أن عملية التأمل تساعد على زيادة الثقة بالنفس
والشعور بالسعادة والرضا والقناعة والتي هي بدورها عوامل مهمة في زيادة الكفاءة
العقلية.
أن الدماغ قابل لأن يتطور
أكثر مما هو عليه الان وليكون دماغ لا ينال منه الزمان حيث يمكنك أن تفعل ذلك عن
قصد وأراده
من خلال ممارسة أنشطة
مختلفة تحفز مناطق مختلفة من الدماغ، لتكسبك القوة والتميز لتصبح أفضل حالا في
الحياة والعمل والعلاقات وتحقيق النتائج التي تتمناها ..
د. أيمن قتلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق