الكلمة تصنع فكر كما
تصنع انسان
اللغة و الكلمات تعمل لبناء الحياة
والانسان
يتميز الانسان عن باقي المخلوقات بقدرته الهائلة
على تجسيد الافكار في كلمات , فالكلمات هي الاوعية التي تحمل الفكر وتعيد انتاجه
وتوصله للأخرين في صوت مسموع او صورة ورموز مقروءة.
الكلمات أفكار , ولذلك فهي قوة لا مرئية ولامحدودة
, وستجسد نفسها في النهاية في شكل مسموع أو مقروء وربما كانت الكلمات ركائز عقلية
تعيش للأبد أو قشة في مهب الريح . الكلمات قد تبهج العين وتسر الأذن وقد تحتوي على
كل المعارف .,وفيها نجد تاريخ الماضي والأمل في المستقبل .. انها رسل حية ينتج
عنها كل نشاط انساني من الانشطة العادية وما فوق العادية .
ولقد تمكن الانسان من خلال الكلمة المطبوعة من
معاودة النظر الى الماضي وتحديد الاحداث المحركة فيه والتي أوصلت العالم الى ما وصل
اليه حاليا .
واستطاع الانسان بفضل الكلمة المطبوعة التواصل مع
أعظم الكٌتاب والمفكرين على مر العصور . ومن هنا فان الكنز المكتوب الهائل الذي نملكه
حاليا ليس مجرد تكديس لأفكار البشر بل هو تعبير عن ارادة الخالق المبدع التي تجسدت
في العقل الانساني الخير .
ان التعبير عن الافكار يستلزم كلمات واذا اردنا
التعبير عن ارقى صور الحقيقة فلابد ان نتحلى بالحرص والحكمة والذكاء الفاعل في
استخدام كلماتنا للتعبير عن هذه الحقيقة .
فاذا كنا نرغب التمتع بالأحوال والظروف والواقع
المرغوب يجب علينا ان نتبنى الافكار الصحيحة والمرغوبة لنا جميعا . وبما ان
الكلمات هي الشكل الوحيد الذي تتخذه الافكار لذا وجب علينا ان نكون في غاية الحرص
على استخدام اللغة بطريقة صحيحة وبناءة واللغة تكون في صالحنا عندما يكون فكرنا
صحيحا وعندها تتحول الكلمات الى واقع موضوعي يخدم حياتنا جميعا.
اننا نصبح أكثر حيوية ونشاط وصحة وجمال عندما تتميز
افكارنا بالوضوح والدقة والمبادئ وهذا يسهل تحقيقه عندما نبدئ باستخدام الكلمات
واضحة المعاني والكلمات التي تبني الحياة والانسان والكلمات الجميلة والمستساغة من
الجميع لأنها تعبر عن المبادئ السامية التي تنتج الفضائل والقيم التي تساهم في
عملية البناء والنمو والتطور نحو الافضل وكل ذلك بعيدا عن استخدام كلمات الحقد
والشر والكره والقبح والطائفية والمذهبية والدينية التي تدعو الى اقصاء الاخر .
[ وللأسف نحن لا نزال
عبيد لأصنامنا الذهنية التي عملت على تخديرنا وتنويمنا لسنوات طويلة حيث اصبحنا لا
نستطيع ان نهرب من تلك الاصنام الذهنية والمتمثلة في الصور والتمثيلات التي تأتي
بها عقولنا من التاريخ المجتزأ و المفاهيم والافكار الخاطئة المضللة والتي تعمل
طوال الوقت على تدميرنا وتدمير حياتنا وكل ذلك يكون من خلال استخدامنا الخاطئ للغة
التي تدعم الموت والفشل والتدمير تحت مسميات خادعة يقبلها الجمهور على انها حقائق
والتي هي بالأصل أوهام بنيت على فكر خاطئ ترجمها الى لغة وكلمات منمقة تشحن الصغير
والكبير لفعل الحرب والقتل . انه فكر ولغة وكلمات ليس اكثر , انما مفعولها قوي جدا
في حياتنا وذلك بسبب جهلنا المتأصل والمستشري عند علمائنا قبل انساننا
البسيط .]
تؤدي الافكار الى فعل يحاول التعبير عن نفسه في
صورة مرئية . وبالطبع ان اردنا حياة جميلة وسعيدة وفاعلة وغنية بالحب والرحمة والسلام
والعدل والحرية والتعاون والتعاطف علينا ان نبني فكراً يتناغم ويتوافق مع المبادئ
السامية ويلبي احتياجاتنا ويبني قدراتنا وان نستخدم من اجل هذا الفكر افضل الكلمات
وانقاها والتي تعبر بصورة مستمرة عن هذا الفكر. نحن نحتاج الى بناء الكلمات والجمل
التي ترفعنا وترفع حياتنا ونمونا نحن نحتاج الى لغة فاعلة تبني الانسان والحياة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق