الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

نهاية أداء الظالم


 
كاليجولا هو الامبراطور الروماني أشهر طاغية في التاريخ الانساني المعروف بوحشيته و جنونه و ساديته و له صلة قرابة من ناحية الام للامبراطور الاشهر نيرون الذي احرق روما و اسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس) و تولي حكم روما منذ العام 37 الي 41 ميلاديا و لد كاليجولا في (انتيوم) و تربي و نشا في بيت ملكي و تمت تربيته بين العسكر اعدادا له للحكم و اطلقوا عليه هذا الاسم "كاليجولا" و هو معناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره و ظل يحمل الاسم حتي مصرعه.

*
كان" كاليجولا" يتفنن في اغاظة الشعوب التي تحكمها روما فمثلا قام ببناء تماثيل عملاقة له في "اورشليم" المقدسة ليستفز مشاعر اليهود و قام بنقل بعض الاثار الفرعونية من مصر كمسلة تحتمس الثالث . اما الاكثر شهرة من افعال الطاغية فهو انه كانت استبدت به فكرة انه اله على الارض و و ملك هذا العالم باسره يفعل ما يحلو له فذات مرة ذهب يسعى في طلب القمر لا لشيء سوي انه من الاشياء التي لا يملكها!! و لهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه و كثيرا ما كان يبكي عندما يرى انه برغم كل سلطانه و قوته لا يستطيع ان يجبر الشمس علي الشروق من الغرب او يمنع الكائنات من الموت!!

*
كما انه فرض السرقة العلنية في روما و بالطبع كانت مقصورة عليه فقط اذ اجبر كل اشراف روما و افراد الامبراطورية الاثرياء على حرمان ورثتهم من الميراث و كتابة وصية بأن تؤول املاكهم الى خزانة روما بعد وفاتهم و بالطبع خزائن "كاليجولا" اذ انه كان يعتبر نفسه "روما" فكان في بعض الاحيان يامر بقتل بعض الاثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل ارثهم سريعا اليه دون الحاجة لانتظار الامرالالهي! و كان يبرر ذلك بعبارة شهيرة جدا" اما انا فاسرق بصراحة "

*
ذات مرة خرج على رجاله بخدعة انه يحتضر و سيموت فبادروا بالطبع بالاعلان عن دعائهم له بالشفاء و استعدادهم للتضحيةمن اجله و بلغ التهور بالبعض ان اعلن رجل من رجاله" فليأخذ بوسيدون- اله البحار عند اليونانين- روحي فداءا لروحه" و اعلن اخر" مئة عملة ذهبية لخزانه الدولة لكي يشفى كاليجولا" و في لحظتها خرج كاليجولا من مخبأه ينبأهم و يبشرهم انه لم يمت و يجبر من أعلن وعوده المتهورة على الوفاء بما وعد فاخذ من الثاني مئة عملة ذهبية و قتل الاول كي ينفذ وعده و كان و هو يقتله معجبا متأثرا بكل هذا الاخلاص !!

*
كانت عبارته التي يرددها لتبرير وتشريع القتل لنفسه " غريب اني ان لم اقتل اشعر باني وحيدا " والعبارة الاخري " لا ارتاح الا بين الموتي" ! فهاتان العباراتان تبرزان بوضوح تام ملامح الشخصية المريضة لكاليجولا

*
ومن المضحكات المبكيات المذهلات في حياة كاليجولا ما قام به عندما اراد ان يشعر بقوته و ان كل امور الحياة بيديه و رأى ان تاريخ حكمه يخلو من المجاعات و الاوبئة و هكذا لن تذكره الاجيال القادمة فاحدث بنفسه مجاعة في روما عندما اغلق مخازن الغلال مستمتعا بانه يستطيع ان يجعل كارثة تحل بروما و يجعلها تقف ايضا بامر منه فمكث يستلذ برؤية اهل روما يتعذبون بالجوع و هو يغلق مخازن الغلال! كذلك من من نفس المنطق المختل نفهم كلمته " سأحل انا محل الطاعون" !

ازداد جنون كاليجولا عن حده حتي جاءت لحظة الحادثة الشهيرة و التي ادت الي مصرعه في النهاية, اذ دخل كاليجولا مجلس الشيوخ ممتطيا صهوة جواده العزيز"تانتوس" و لما ابدى أحد الاعضاء اعتراضه علي هذا السلوك قال له كاليجولا: "انا لا ادري لما ابدي العضو المحترم ملاحظة على دخول جوادي المحترم رغم انه أكثر اهمية من العضو المحترم فيكفي انه يحملني"!
طبعا كعادة الحاشية هتفوا له و ايدوا ما يقول فزاد في جنونه و اصدر قرارا بتعيين جواده العزيز عضوا في مجلس الشيوخ! و طبعا هلل الاعضاء لحكمة كاليجولا في تعبير فج عن النفاق البشري و انطلق كاليجولا في عبثه الي النهاية فاعلن عن حفلة ليحتفل فيها بتعيين جواده المحترم عضوا في مجلس الشيوخ و كان لابد علي اعضاء المجلس حضور الحفل بالملابس الرسمية.
و يوم الحفل فوجئ الحاضرون لان المأدبة لم يكن بها سوى التبن و الشعير! فلما اندهشوا قال لهم كاليجولا انه شرف عظيم لهم ان يأكلوا في صحائف ذهبية ما ياكله حصانه و هكذا اذعن الحضور جميعا لرغبة الطاغية و اكلوا التبن و الشعير! الا واحدا كان يدعى " براكوس " رفض فغضب عليه كاليجولا وقال " من انت كي ترفض ان تاكل مما ياكل جوادي و اصدر قرارا لتنحيته من منصبه و تعيين حصانه بدلا منه"!!
و بالطبع هلل الحاضرون بفم مليء بالقش و التبن و اعلنوا تأييدهم لذلك الجنون!. الا ان "براكوس " قد ثار و صرخ في كاليجولا و الاعضاء و اعلن الثأر لشرفه و صاح في اعضاء مجلس الشيوخ" الى متى يا اشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا " و قذف حذائه في وجه حصان كاليجولا و صرخ " يا اشراف روما افعلوا مثلي استردوا شرفكم المهان" فاستحالت المعركة بالاطباق و كل شيء و تجمع الاعضاء و اعوان كاليجولا عليه حتي قضوا عليه و قتلوا حصانه ايضا و لما وصل الخبر الى الشعب خرج مسرعا و حطم كل تماثيل كاليجولا و معها ايضا تماثيل افراد عائلته !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق