الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

ارتقاء الانسان

ترقي الانسان في مقاماته.

الترقي الى المقام يحتاج الى الرغبة والارادة والاختيار والقرار. الانسان يجب ان يكون واعيا لمقاماته الاربعة وان يعمل فعليا الى تكاملها مع بعضها البعض ليصبح الانسان المتكامل في الروح والعقل والعاطفة والجسد.يترقى الانسان في مسيرة حياته من خلال علاقته بالخالق وعلاقته بنفسه وعلاقته بأخوه الانسان وعلاقته بالكون المحيط وما فيه من حيوان ونبات وكائنات مختلفة وجماد .وهذا الترقي والتطور يكون انتقالاً في اربعة مقامات :المقام الاول : هو مقام الاسلام .{مقام أفعال الجسد}. الظاهر. يمثل أركان الاسلام.وهو المقام الذي يتوجه فيه الانسان الى عبادة الخالق وفق دينه وشريعته . وهو يمثل العبادات والشرائع المامور بها من الله جل جلاله وهي أفعال الجسد الظاهرية من حركات وانشطة وادعية واقوال ينطق بها اللسان وكما تعلمها وفهمها الانسان عبر الازمان. وفي هذا المقام تكون الصلاة والصوم والزكاة والحج والتوحيد لله وحده لا اله الا هو. وعند المسلمين النطق بالشهادتين لا اله الا الله جل جلاله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم ( 14 ) ) الحجرات.
المقام الثاني : هو مقام الايمان. { مقام العقل}. الفكر. الباطن. وهو يمثل اركان الايمان من خلال تفعيل هذه الاركان سلوكاً وفعلاً.وبعد ثبات الاسلام عند الانسان بالاستمرار و بتواصل العبادة والطاعة المفروضة عليه من الله جل جلاله يجب عليه ان يطبق واعياَ في سلوكه وتصرفاته وافعاله صفات الله واسمائه وان يفعل كما تفعل الملائكة من التسخير والطاعة والتنزيه وان يفعل ايضا ما أمرت به الرسل والانبياء وما قاموا به وما دعوا اليه , من ان يكون قدوة حسنة وان يقوم بتوجيه الناس الى التعاون والتحابب وفعل الخير والعمل الصالح وان يكون مدرك الانسان بان لكل عمل جزاء ومهما طال يتناسب مع جنس العمل الذي يقوم به الانسان من خير أو شر. كما على الانسان ان يتعلم ويفهم بصورة لا لبث فيها مبادئ قضاء الله وقوانين اقداره فمن يلتزم بها يحقق الخير لنفسه وللاخرين وللحياة عموما ومن يتجاهلها سيدفع ثمنا باهظا ونتائج لاتحمد عواقبها. وان يظهركل ذلك الايمان واضحا جليا في سلوك وافعال وتصرفات المؤمن . حيث تكون مبنية على العقل المفكر.
المقام الثالث : مقام الاحسان.{ مقام العاطفة} مقام صنع المعروف والحب وعدم الاساءة.وهو المقام الذي يصل اليه الانسان عندما يقوم بالعمل والفعل والعبادة وكانه يتمثل الله امامه اي كانه يرى الله وجها لوجه . او ان لم يكن يرى الله فانه يجب ان يعمل ويعبد ويفعل على مبدأ ان الله يراه. اعمل واعبد وتصرف من اجل الله كانك تراه وان لم تكن تراه فهو يراك. ووفق هذا المقام تتوجه الافعال وتتوج العبادات بعد الله الى خدمة الانسان الاخر وعدم الاساءة اليه واحترامه والاهتمام به ومساعدته وتحقيق احتياجاته والعناية والرعاية به وصولا الى الحب والرحمة والتعاطف وهذا الانسان يبدأ من اقرب الناس الى ابعد الناس ودون تمييز بين انسان أو اخر لا بالدين ولا بالجنس او الطائفة أوالمذهب أوالقبيلة أو المنطقة والدولة او الحالة الاجتماعية أو الحالة التعليمية.
المقام الرابع : مقام العرفان { مقام الروح } وهو مقام الحكمة التي تأتي من العلم والمعرفة والمبادئ الالهية والتعرف على حقيقة الله جل جلاله. وللعرفان قسمان:العرفان النظري، والعرفان العملي.أمّا العرفان النظري، فهو العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته وتجلّياته. ويُراد منه إعطاء رؤية كونية عن المحاور الأساسية في عالم الوجود، وهي "الله" و"الإنسان" و"العالم".
والعرفان العملي عبارة عن العلم بطريق السير والسلوك، فمن أين يبدأ، وإلى أين ينتهي، وما هي المنازل والمقامات التي يجب أن يسلكها العارف للوصول إلىالله تعالى، وكيفيّة مجاهدة النفس للتغلّب على ميولها وتحريرها من علائقها، حتى تستطيع طيّ المراحل والجدّ في سيرها إلى الله تعالى.
ومقام العرفان هو المقام الذي يصل اليه الانسان بالعلم والمعرفة من خلال المشاهدة الواقعية الحسية والمشاهدة العقلية والمشاهدة القلبية حيث يجب على الانسان حسن التصرف والاختيار الصحيح للتصرف من خلال كمية ونوعية الاسهامات البناءة التي ينجزها في الحياة وبدون اخطاء والتي سوف تساهم بشكل فعلي في تحقيق معنى الوجود وغاية الوجود ووجودك وذلك بالعمل المستمر من اجل ترك بصمة واثر تميزك عن انجازات الاخرين باعمالك العظيمة التي تضيف وتسهم في بناء المعنى للحياة والانسان والبشرية جمعاء من خلال نشرالحب و العدل والسلام ورفع القيد الواقع على الانسان والذي يمنعه من التقدم والتعلم والصحة والغنى . وفي هذا المقام على الانسان ان يسعى لبناء المستقبل الافضل وان يسهم في بناء الحياة الكريمة للانسان بالعمل المستمر على اعلاء الكرامة الانسانية وتحقيق التواصل الانساني الفعال والتعاون والتشارك في شؤون البلاد لتحقيق النتائج العظيمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق